09-03-2016 03:00 PM
بقلم : احمد عواد
التّعليم حقّ للجميع ، للفقير والغنيّ ... التّعليم هو القادر على رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع وإنّ اهتمامنا به وبنوعيته هو القادر على تخليصنا من مشكلات كثيرة تواجهنا ، ويجب على المعنيين تشجيع المبدعين وتقديم التسهيلات لهم لمواصلة تعليمهم لا إحباطهم وتثبيط عزائمهم .
إنّ الدّول المتقدمة تهتمّ بالتّعليم ، وتهتمّ بالبحث العلميّ ، فإذا أردنا النجاة لوطننا فعلينا أن نحسّن من تعليمنا في المدارس والجامعات لا أن نزيد من الرّسوم الدراسية حتى يصبح التعليم حكراً على طبقات معينة.
عن مصلحة الوطن نتحدث ، مع إدراكنا للتحديات الكثيرة التي تواجهنا ، وإيماننا بأن الطّرق السلمية المشروعة غير المؤذية كلّنا معها ، ولكن يجب الحرص في الوقت نفسه على أن لا تتحوّل المطالب النّظيفة إلى أجندات لمصلحة أشخاص أو فئات لها أهدافها الخاصة ، مع ثقتنا بحرص كافة من يُطالب على مصلحة الوطن التي تجمعنا .
نحن كشباب مع المطالب الدّاعية إلى تعليم أفضل وبأقل كلفة ممكنة ، لأنّنا نباهي بتعليمنا العالم أجمع ، ونريد أن نبقى كذلك ! وأن نتقدم في سُلّم التصنيفات العالمية لا أن نتخلّف إلى الوراء .
وأريد هنا أن أقترح حلّا لأن الإعتراض دون تقديم البديل أمر مرفوض باعتقادي وهو أن يكون القسط الجامعي مرتبط بدخل الأسرة الشهري للفرد على سبيل المثال ! أو أن تقوم الحكومة بحساب الكلفة الإجمالية للتعليم في الأردن ويتم فرض ضرائب لدعم هذا القطاع الهام بدلاً من الرسوم الدراسية التي تثقل كاهل بعض الأسر ، بل وتستوجب أن يعمل أحيانا ربّ الأسرة والطالب نفسه لتوفير هذا القسط الجامعي ، ويتم تحديدها وفقاً لمعايير مختلفة من ضمنها الدخل الشّهري لأسرة هذا الطالب ! والعديد من الحلول التي قد تكون حبيسة عقول البعض وبحاجة إلى منصّة مناسبة لإطلاقها ، أو مسؤول يفتح أبوابه للاستماع إلى أراء الشباب وتطلعاتهم وأفكارهم !
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى ضرورة الإهتمام بالبحث العلمي أيضاً وتشجيعه لأنّ العلماء هم من يستطيعون أن يجعلوا من الصّناعة والإبتكار مورداً نعتمد عليه في الدخل القومي للبلاد ، ونحن نتحدث هنا عن العلم وقدرة هؤلاء المتعلمين على إنتاج المعرفة لا تلقيها فحسب ، نتحدث عن طموح كبير لوطننا في ظلّ اقليم ملتهب .
نعلم أن الأولويات أحياناً تحكمنا وتقيدنا ، ولكنّ التعليم لا يقلّ أهميّة عن حمايتنا لحدودنا ، فإن كان التطرف الذي يؤدي إلى العنف موجود ، فهناك التطرف الفكري وعلينا جميعاً مجابهته ، ولن يكون ذلك إلّا من خلال الدور المناط بمؤسّساتنا التعليمية كافّة .
نتحدث عن فكر وعلم ومعرفة ، ولا نتحدث عن كراتين لا تغني ولا تسمن من جوع .
نتحدث عن الإنسان وعن عقله فهو أعلى ما نملك .