10-03-2016 09:55 AM
سرايا - سرايا - نظمت رابطة الكتاب الأردنيين، بالتعاون مع مركز إعلم وتعلم، محاضرة للأديبة والمؤرخة د.هند أبو الشعر، بعنوان: «العرب والأتراك» مراجعة تاريخية، مساء أمس بمقر الرابطة.
وقالت د. ابو الشعر في المحاضرة التي ادارها د.أحمد ماضي: إن دراسة التاريخ المشترك يبدأ باللغة، فقد تأثرت اللغة التركية بالعربية منذ منتصف القرن التاسع الميلادي عندما دخل الاتراك في الاسلام، فإنتشرت اللغة العربية في البلاد التركية، وساهمت مدن حلب والموصل في نشر الثقافة العربية في شبه جزيرة الاناضول التي أخذ الاتراك في استقطابها بعد تغلب السلاجقة على البيزنطيين، وكانت الثقافة الرومية هي السائدة في المنطقة، وعندما تغلب السلاجقة على بعض أطراف الاناضول صارت اللغة العربية هي اللغة الرسمية لدى السلاجقة.
وتابعت: ان الاتراك إستعملوا الأبجدية العربية منذ منتصف القرن العاشر ميلادي عندما اتصلوا بالفاتحين العرب، لكنهم لم يأخذوا بقواعد الإملاء العربي، مع انهم تأثروا بأمثال العرب وأساطيرهم ومعارفهم الشعبية، وقد عرفوا الشعر العاطفي مثل مجنون ليلى وتحول عندهم الطائر الخرافي العربي «العنقاء» الى «زمرد عنقاء»، كما تأثر الاتراك بالمقامات والموسيقى العربية والآلآت الموسيقية مثل العود والربابة، وفي مجال الفن ثأثروا بالخط العربي والأرابيسك وإستخدموها في الجداريات والفخاريات والخشب والتطعيم بالصدف والحياكة والملابس، وظهر الأثر المتبادل بين العرب والاتراك في المطبخ التركي والشامي، وكانت حلب هي المعبر عبر التاريخ لمرور كل هذه المؤثرات التي ما زالت حتى اليوم».
وأوضحت ابو الشعر، انه صار على العرب في هذا الزمن الذي تمزقت فيه دولة العراق وتبعتها دولة سوريا وخاصة بتولي رجب اردوغان الرئاسة وتربعه على عرش السلاطين وبنائه للقصر الذي يترجم طموحاته أن تصنف مطامع تركيا بأنها حقيقية بعد ان صادرت تركيا المياه وحجزتها بسدود تسقي أراضي جنوب الأناضول.
وأكدت ابو الشعر أن على المؤسسات الأكاديمية العربية والتركية تأسيس مراكز دراسات أو وحدات متخصصة ، وإستخدام الأرشيف وتحقيقه وترجمته والتقريب بين الاجيال القادمة لئلا تسود النزعة العثمانية وتعود هيمنة السلاطين أو الشوفينية، فنحن في زمن المصالح وفهم الآخر وبناء الوعي المستقبلي لحماية الأجيال وليس لإرهابها بذاكرة التاريخ.