12-03-2016 09:45 AM
سرايا - سرايا - استضافت مكتبة عبد الحميد شومان العامة، مساء يوم الأربعاء الماضي، الكاتب أحمد طمليه في حفل إشهار كتابه «يا ولد»، في حفل أداره وشارك فيه الناقد السينمائي عدنان مدانات.
وقدم طمليه شهادة إبداعية حول كتابه الجديد، قال فيها: «الكتاب الذي أشهره اليوم هو طفولي، أو بالأحرى كتبته بحس طفولي، ليست الطفولة بمعناها العمري، بل لنقل إنها البراءة، أو هو الإحساس الذي كان متولداً لدي. وربما لهذا السبب لم أصنف ما كتبت كمجموعة قصصية، أو خواطر، أو أي شيء آخر، فقد دفعته أوراقاً إلى الناشر، وهي دار أزمنة للنشر والتوزيع، والتي اختارت لها اسم ابداعات عربية: «نصوص». أخذت حصتي من نسخ الكتاب وأودعتها في خزانة مغلقة، أي لم أسمح لأحد بالاطلاع عليها، ظناً مني أنها تداعيات خاصة بي، لا يجوز لأحد الاطلاع عليها. الكتاب صدر عام 1994 وللأسباب الموجزة الواردة أعلاه تأخر اشهاري له حتى الآن، لقد تجاهلته مع سبق الإصرار والترصد، وإذا كنت أعود اليوم لإشهاره فلعلي بدأت أدرك أن ما فيه يتجاوز التداعيات الخاصة، ويصل إلى حدود الكشف عن ما يختزن في دواخلنا احياناً، خاصة عندما تكون الوحدة وسط الزحام هي الفضاء الذي ندور فيه، وخاصة عندما يكون ما في داخلنا، ليس شأناً شخصياً، بل هو عاماً على الآخرين الاكتواء به أو الاحتفاء به، أو التذمر منه، لا فرق. أو لعلي كبرت، هذا ما يراودني كلما نظرت إلى وجهي مصادفة عبر المرآة.
من جهته قدم مدانات ورقة بعنوان (أحمد طمليه المبتلى بالأدب)، قال فيها: «(يا ولد) كتاب نصوص متنوعة، إنما نصوص نمّت أيضا عن موهبة في السرد تحول مشاعر تسيطر عليه او فكرة تراوده او حالة من احوال المجتمع يعرضها إلى مشهد قصصي أو نوع من القصص القصيرة والقصيرة جدا أحيانا، وهي من النوع الذي ينتمي إلى الكتابة الساخرة.
يحتوي الكتاب، بحسب مدانات، على واحد وثمانين نصا قصيرا، وهذا العدد من النصوص المتنوعة الموضوع يجعل من الصعب على أي ناقد أن يقدم تحليلا وافيا شاملا، فلكل نص مادته الخاصة وفكرته وجوه، لكن ما يمكنني قوله بصدد هذه المجموعة هو أن ما يميز معظم نصوصها أنها تصف شيئا لتحكي شيئا آخر، تصف ظاهرا لتكشف عمقا، لا يحكي فكرته مباشرة للقارئ، بل يجعله يكتشفها بنفسه، وهو ما يصفه النقاد بالقراءة ما بين السطور، أو في هذه الحالة قراءة ما وراء النص. وعلى سبيل المثال فإن النص الذي تفتتح به المجموعة والمعنونة بعنوانه «يا ولد» يحكي ظاهريا عن ولد في العاشرة من عمره يغضب عندما يقول له أحد ما «يا ولد» سواء أكانت والدته أم معلمه في المدرسة أو أي انسان آخر. في الظاهر يصف النص هذا الغضب، أما العمق المخفي ما بين السطور فيكشف أهمية أن يدافع الإنسان، حتى ولو كان طفلا، عن كرامته وعن قيمته كإنسان».
وأضاف مدانات: الكتابة الساخرة نوعان: نوع يروي حكايات، ونوع آخر يحوّل الكتابة الساخرة إلى نص أدبي لا يجعل من الحكاية المجردة هدفا وحيدا، أو رئيسيا له، بيعّر عن ما وراء الحكاية، وإلى هذا النوع تنتمي نصوص أحمد طمليه التي تضمها مجموعته ذات العنوان الساخر «يا ولد». الكتابة الساخرة أيضا نوعان: نوع يهدف إلى الإضحاك، ونوع يسخر لكي يؤلم على طريقة المضحك المبكي، يسخر من السلبيات لكي يكشف ويفضح ويدين قساوة الواقع ومأساة الانسان في مجتمع يتسم بفقدان الحرية والعدالة الاجتماعية وهيمنة التقاليد المتخلفة، وإلى هذا النوع تنتمي نصوص مجموعة (يا ولد)».