13-03-2016 09:45 AM
سرايا - سرايا - جاءت محاضرة الدكتور فاضل الربيعي في ملتقى الثلاثاء الفكري الذي تنظمه الجمعية الفلسفية استكمالا لمشروعه النقدي للمدرسة التوراتية، كاشفاً عن وقائع ومعلومات أثارية جديدة تصب في توكيد سرديته التاريخية الأساسية, تنص على أن اليمن هو مسرح الاحداث التي ورد ذكرها في التوراة.
وأشار الربيعي في مقدمة محاضرته التي أقيمت في مقر منتدى الفكر الاشتراكي الى وجود مدرستين متناقضتين في الموقف من النص التوراتي.المدرسة التوراتية الاستشراقية الكلاسيكية التي ترى أن فلسطين هي مسرح كل الاحداث التي تتحدث عنها التوراة. وتضم طائفة واسعة من الاستشراقيين واتباعهم من الاكاديميين الذين يكرسون الرواية التقليدية الدينية. مشدداً أن الكثير من الباحثين العرب هم من أتباع المدرسة التوراتية.
الربيعي في المحاضرة التي قدمه فيها د. هشام غصيب لفت إلى المدرسة التوراتية النقدية , التي كشفت عن التباين الكبير بين الجغرافيا التي تتحدث عنها التوراة وجغرافية أرض فلسطين. وهذه المدرسة النقدية تضم أعلاما من أمثال كمال صليبي , واسرائيل فلنكنشتين وزئيف هرتسوغ وشاحاك، مستدركاً أنه ينتمي لهذه المدرسة النقدية.
وقال إن هناك سجالا حادا بين هاتين المدرستين حول قضايا جوهرية تخص مسرح الاحداث المتضمن بالتوراة. مبيناً ان التناقض الاول الذي وقعت فيه المدرسة الاولى هو اعتقادها بان ارض الميعاد التي تكلم عنها النص التوراتي يقوم على الاعتقاد بان مملكة اسرائيل التي تحدث عنها النص هي مملكة مترامية الاطراف تمتد من النيل الى الفرات , وهي تستند الى قصة خروج ابراهيم من اور الكلدانيين. والصحيح هي أور كسديم. وهي لا تمت بصلة الى اور الكلدانية , والموضوع هو مجرد قراءة خاطئة. أما النهر الكبير الذي تكلمت عنه التوراة , فان الشراح اليونلنيين هم الذين أضافو الفرات. وهكذا تم تصوير مملكة اسرائيل بوصفها ممتدة من النيل الى الفرات. وتساءل الربيعي: إذا كانت اسرائيل الافتراضية تملأ كل هذه الجغرافيا فأين كانت تقع الامبراطورية الفرعونية والاشورية ، ذاكراً أن غالبية العلماء الاثاريين من اتباع التيار النقدي في 70 سنة من التنقيبات الاثارية لم تستطع ان تقدم أي دليل اثاري يعضد الرواية التوراتية التي تجعل من ارض فلسطين مسرحا للاحداث.
ثم قدم الربيعي وصفا لاحداث تاريخية وقعت في اليمن تتطابق مع الاحداث الواردة في التوراة , مع التطابق في الازمنة.
وخلص المحاضر الى ان المعلومات الاثارية والنقوش والواقع الانثروبولوجي تتضافر كلها من اجل تقديم ادلة متراكمة ان التوراة انبثقت من اليمن.