14-03-2016 03:24 PM
بقلم : د. نزار شموط
كثر اللغط , وزاد عدد المتشدقين والمتنطعين للحديث حول اعتصام طلبة الجامعة الاردنية المطالبين بتخفيض الرسوم الجامعية , حتى تخطت القضية اسوار الجامعة الأم التي نفاخر بها واصبحت حديث الشارع .
البعض جير الا عتصام لأيدي خارجية , وان الهدف وراءه الاطاحة برئيس الجامعة الاردنية , والاخر رصد الاغاني التي تُغنى في الاعتصام وانها من اغاني الثورة السورية , والبس الاعتصام رداء التمرد على الدولة , وان العملية تصفية حسابات , وان ما يحدث تمرين لشيء اكبر . اكاد اجزم ان بعض الاقلام هدفها صب الزيت فوق النار , وتأجيج المشاعر السلبية , واثارة الفتنه والنعرات ,والتي نحن بغنى عنها . فالسِلم الاجتماعي , ووؤد الفتن , والوعي بمصلحة الوطن هو المطلوب في هذه الظروف . فأذا لم يجدوا ما يحشوا به اعمدتهم اليومية , فاليصمتوا , على قاعدة ( قل خيراً او فصمت ) افضل من التأجيج المؤذي للوطن الذين يدّعون حرصهم علية .
الكل يعرف ان الاعتصام جاء نتيجة لرفع الرسوم غير المنطقي , والذي هز الجسم الطلابي في الجامعة منذ اقراره والذي بدأ تنفيذه من بداية العام الجامعي 2015 , سواءً ممن شملهم قرار الرفع , او من البقية الذين تعاطفوا مع زملائهم الذين طالهم الرفع من طلبة الموازي .
وان الطلبة خاطبوا منذ بدء تنفيذ القرار بتاريخ 1-2-2015 رئيس الجامعة النظر بالغاء قرار الرفع , الا ان الرد جاء من مجلس الامناء صاحب الصلاحية بالابقاء على القرار بالرفع . مع بداية الفصل الحالي اعاد ممثلي مجلس الطلبة المطالبة بتخفيض الرسوم الذي اثقل كاهل اهاليهم , وبناء على عدم الاستجابة جاء الاعتصام على امل النظر في التخفيض .
رئيس الجامعة الذي لم يألوا جهداً مع مجلس الامناء صاحبة الشأن بقرار الرفع لتلبية المطالب المشروعة للطلبة , الا ان قرار المجلس جاء بعدم الموافقة على التخفيض , وهذا ما اعلن عنه الرئيس في مؤتمره الصحفي بهذا الشأن بتاريخ 10-3-2016.
اسبوعان انقضيا والاعتصام قائم وما من حلول مرضية للطرفين تنهيه . والسؤال المطروح ما الحل ؟
هل نترك الطلبة مطية للجوء لاجراءات تصعيدية لا نريدها ونخشى تبعاتها ؟
ولماذا نترك الامور دون معالجة حتى يفض الاعتصام بالقوة مما سيترتب عليه تبعات اشد وطأة من الاعتصام نفسه ؟
والمطلوب النظر في امكانية تخفيض الرسوم بما يرضي الطرفين , والعمل على اشراك اولياء امور الطلبة في الحل , وكذلك وزارة التعليم العالي , واعضاء لجنة التربية والتعليم في الاعيان والنواب , واحتواء المشكلة بعقلانية وباجراءات تنفيذية واعية , فدرء المفاسد خير من جلب المنافع , وفي نهاية المطاف المعتصمين هم ابنائنا شباب هذا الوطن , ومطالبهم حقة , تحاكي واقعهم الاقتصادي الصعب , الذي لا يشعر به اصحاب الذوات , ومن يصدر القرارات .