28-01-2008 04:00 PM
ترددت مطولا قبل المباشرة في كتابة هذا المقال لأسباب عدة أهمها عدم رغبتي في إحراج الطيب والكبير أستاذي هاشم الخالدي صاحب القلب الأبيض الناصع، ومن تلك الأسباب أيضا ما يتصل بإصراري الدائم على الترفع عن النزول الى الحضيض فلا ثقافتي ولا تربيتي لا أخلاقي تسمح لي بمجاراة السفهاء مستذكرا على الدوام قول الشاعر " يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا".. ومن الأسباب أيضا ما يتصل بالقناعات فكل الشرائع والقوانين تعطي للفرد أيا كان حق التعبير عن وجهة نظره دون تأثير أو ترهيب من أي جهة مهما كان حجمها أو نفوذها.
ومن الأسباب أيضا أنني مشغول على الدوام بمسؤوليات التحرير في صحيفة كويتية هنا وهذا بالطبع لا يمنحني الوقت إلا للمشاركة في الكثير من التعليقات على إعتبار أن "سرايا نيوز" و "عمون نيوز" الرئة التي أتنفس منها الهواء الأردني هنا في الغربة.. وعليه لا مجال لكتابة مقال حتى في الصحيفة التي أعمل بها.
دافعي الى الكتابة اليوم هو اكتشافي متأخرا العديد من التعليقات المسيئة التي صاحبت مقال للأخ العزيز عمار القطامين فمقاله الجديد اليوم قادني بالصدفة الى مقال قديم له موضوع التعليقات المسيئة فأتذكر أنني شاركت في تعليقي واعترضت فيه على تبرير الأخ عاطف الكيلاني لتناسل الأسماء المستعارة والكتابة بها بحجة أن واحدا من المعلقين المستترين تلقى تهديدا من أتباع صدام حسين بالقتل فقلت في ردي مؤمنا في ذلك وسأظل أن الجيف لا تقتل وطالبت جمهور المعلقين بألا يخافوا أحدا في الأردن دولة القانون والمؤسسات وبأن عليهم رفع صوتهم عاليا -هكذا يريد جلالة الملك- وجلالته يحفظه الله أول المحرضين وأبرزهم على تثوير الأردنيين لنيل حرياتهم وحقوقهم.
مالذي حدث؟ "نفر محدود وضال" اختاروا لغة الشتيمة في الرد لأن القضية تعلقت بالمدعو صدام حسين وأصبحت التعليقات تاليا تستهدف عامر الحنتولي الشخص لا المعلق إذ بلغ بأحدهم أن يضحكني بشدة حين قال بأنني لو كنت أمامه لخلع فكي!! وهنا أنصحه بألا يكرر هذا الأمر لإعتبار بسيط وهو أن هذا "منطق للحيوانات" وأربأ به أن يكون من تلك الفئة.
هناك من يحب صدام حسين وأقول صادقا بأن هذا حقهم الذي لاينبغي أن يجادلهم أحد فيه لكن على هؤلاء أيضا ان يتذكروا أنه ليس من حقهم حتى داخل منطق الغاب ان يتهجموا ويشتموا اللذين لايحبوه ولا يحترموه وبديلا لذلك ليتحدثوا بلغة المنطق والحقائق والتبيان للناس كل حسب مشربه ولونه السياسي ماهي الخدمات الجليلة التي قدمها صدام حسين لنا كعرب مسلمين ومسيحيين قبل أن يرفعوه الى مرتبة التقديس والتأليه وهو أبعد مايكون عن تلك المراتب التي لم ينلها الأنبياء أيضا.
صدام حسين جلب الكارثة والنكبة على فكرة المشروع العربي أصبح الكثير من الناس ينفرون من العرب إذا كان المنطق الذي لابد أن يسود هو منطق احتلال العربي لجاره العربي بعد أن ظل يهدد ليل نهار بأنه سيحرق نصف إسرائيل.. كنت سأعذره شأني في ذلك شأن ملايين إذا كان لايعرف الطريق الى إسرائيل فتاه في الصحراء فوجد نفسه في الكويت.. بالمناسبة أقول لمن سيتهمني بأنني أقول هذا الكلام لأنني في الكويت "خاب فألكم وطاش سهمكم" لأنني قلت هذا الكلام في مقالات أحتفظ بها في جريدة "الأسواق" وكنت وقتها مازلت على مقاعد الدرس.
صدام حسين لم يمت شهيدا فالتوصيفات الشرعية لمصطلح الشهيد لاتنطبق البتة على إعدام صدام حسين – هذا رأي الشرع- فالرجل كان حاكما لبلد إسلامي ولم يطبق شرع الله أبدا وهناك مسألة أكثر أهمية وهي ان العاصمة بغداد يوجد فيها خمس آلاف خمارة وناد ليلي كانت تحرس من قبل رجال الأمن، وأيضا كان يهب المناصب لولديه وهم لايستحقون لأنهم مثل أبيهم فشلوا في انهاء السنوات الدراسية الأولى، وأضف الى ذلك كله ان التلفزيون العراقي حتى العام 1990 كان يتجاهل بث إعلان الأذان الذي هو تنبيه للساهين عن صلاتهم، وقبل اندلاع حرب تحرير الكويت أصبح مؤمنا فجأة وكتب بدمه النجس (لاتزعلوا عموم الدم نجس) عبارة الله أكبر على العلم العراقي.
لا أريد أن أتوسع في إيراد حقائق يعرفها الجميع عن هذه (الجيفة) فمسألة الحرب الإيرانية العراقية لاتزال حاضرة في الأذهان أكثر من مليون قتيل وشعبا من الأرامل والثكالى ثم صالح الجار الفارسي واقتسم معه شط العرب.
هناك من سيقول بأنه ضرب إسرائيل وهنا أناشد وعي جمهور القراء بعدم ترديد هذا الأمر فهو مخجل للعرب لأن إسرائيل تقاضت بدلا من 33 صاروخا خائبا 33 مليار دولار والحقائق لاتكذب لكن من حقي أن أتساءل مالذي كان يمنع صدام على دك البوارج الأميركية على مقربة منه في الخليج العربي!! سؤال أطرحه دائما ولا أحد يتطوع للإجابة عليه.
بقيت قضية وردت في التعليقات تتحدث عن قضية "النبأ العربي" الصحيفة التي قمنا بتأسيسها لتكون محاولة جادة لتقديم اعلام رصين ومحترم في وجه من يقول ليل نهار أن الأردن غير قادر على انتاج اعلام مهني جاد وملتزم.. حاولنا قدر استطاعتنا لكننا حوربنا من كل جهة تعامت عن هدف هذه الرؤية ومراميها الى أن واتتنا اللحظة التي قررنا فيها تجميد هذا المشروع – أقول تجميد والللبيب بالإشارة يفهم- دفاعا عن الأردن .. كيف كان الدفاع عن الأردن سببا في اغلاق الصحيفة؟ هذا أمر أحتفظ به لنفسي الى حين وهناك وعد قطعته على نفسي للطيب هاشم الخالدي بأن نشر الحقيقة عندما يحين أوانها سيكون لهاشم وهو حر التصرف به وقتذاك وقبل ذلك والى أن تأذن الظروف بسرد الحقيقة أعتذر بشجاعة أمام الله وأمام الشعب الأردني السيد عن كل من تسبب له المشروع بأذى من أي نوع وحتى لايسئ القراء وجمهور المعلقين تفسير هذا الإعتذار فهنا أقول ان الإعتذار للمتضررين الشرفاء وليس أولئك اللذين شهدوا بالباطل أنهم رأوا السفير الإسرائيلي في عمان يزورني في مقر الصحيفة.. هذا كذب وافتراء وحساباتنا وأرقامها معروفة راجيا اعتبار هذا المقال بلاغا للرأي العام والنائب العام للتحقق من كل ماتهمنا به زورا وظلما.. وهنا أقول لهم للباطل جولة ثم يضمحل.
هناك الآن من بدأ يحضر تعليقه على هذا المقال في ذهنه وبكل صدق لا أبحث عن مؤيدين فهم بإذن الله الأغلبية الصامتة التي تعرف الحقيقة كاملة.. لكنني أبحث عن الحد الأدنى من المنطق في الردود لسبب بسيط، وهو أنني سأقبل بكل صدر رحب للتحاور والتعاطي مع المعلقين (حتى لو كانوا بأسماء مستعارة) اللذين يأتون بمنطق يستوجب الرد بالمنطق أيضا، وبخلاف ذلك فإنني سأتجاهل أي آراء أخرى تتضمن الشتائم الرخيصة (حتى لو كانت بأسماء صريحة) رغم إنني أدعوا الفاضل والكبير هاشم الخالدي الى اعطاء تعليماته للزملاء المحررين في موقع سرايا الى نشر أي تعليق مسيئ لي أيا كان لأنها بكل صدق وسيلتنا المثلى للتثبت من المستوى الأخلاقي للبعض رغم أننا نعذرهم سلفا لسبب بسيط وهو أنهم لاينتمون الى بيئة علمتهم معنى احترام الآخر والبيئة تلك أساسا لا احترام فيها.
ودمتم جميعا سالمين
الكاتب - المحرر الأول – جريدة "الجريدة" الكويتية
a_hantoli 77 @hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |