19-03-2016 10:13 AM
سرايا - سرايا - غيّب الموت، يوم الأربعاء الماضي، المفكر السوري جورج طرابيشي عن 77 عاما.
وطرابيشي مفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري، من مواليد مدينة حلب عام 1939، يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستير بالتربية من جامعة دمشق. عمل طرابيشي مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيسا لتحرير مجلة دراسات عربية (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة الوحدة (1984-1989).
ترجم جورج طرابيشي العديد من أعمال كبار المفكرين والفلاسفة الغربيين، مثل هيغل وفرويد، وجان بول سارتر، وسيمون دي بوفوار، حتى فاقت مئتي كتاب. وقدم عددا من الدراسات والأبحاث في الفكر والفلسفة والنقد الأدبي، منها «الماركسية والمسألة القومية»، و»رمزية المرأة في الرواية العربية»، و»مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة»، و»مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام».
وإلى جانب مؤلفاته وأبحاثه الكثيرة، اشتهر طرابيشي بحواره الفكري مع المفكر المغربي الشهير محمد عابد الجابري، حيث قضى نحو ربع قرن في الرد على الجابري ومشروعه الفكري حول تكوين ونقد العقل العربي.
وحكى طرابيشي في أحد حواراته الصحفية عام 2013 أن علاقته مع فكر الجابري بدأت أثناء مغادرته لبنان باتجاه فرنسا، حيث حمل معه كتاب الجابري «تكوين العقل العربي» واعترف أنه أثر فيه كثيرا، وأشاد به في مقالاته الصحفية، وقال عنه إن من قرأه لن يعود كما كان قبل أن يقرأه.
لكن العلاقة لم تستمر على هذا النحو، إذ يقول طرابيشي إنه اكتشف في سياق دراسته وأبحاثه، أن الجابري اعتمد في بعض كتبه على شواهد «مغلوطة ومقطوعة من سياقها ومفسرة من غير سياقها»، على حد تعبيره.
وجهت لطرابيشي انتقادات، من بينها تعامله مع مصادر التراث كما هي، في حين أن القواعد التي وضعها المحدثون مكنت من غربلة المصادر وميزت بين ما صح منها وما هو موضوع ومتروك، خاصة ما تعلق بالأسس العقدية والتشريعات، ووضعت لذلك معايير وقواعد علمية مضبوطة، ومن ثم لا يمكن الاعتماد على «كل» التراث في إثبات الأحداث والوقائع والأفكار التاريخية.
ترجم طرابيشي أزيد من مئتي كتاب، وأصدر مؤلفات عديدة بينها «سارتر والماركسية» (1963)، و»الماركسية والإيديولوجيا» (1971)، و»المثقّفون العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي» (1991)، و»هرطقات» في جزأين؛ كان الأوّل (2006) «عن الديمقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية» والثاني (2008) عن «العلمانية كإشكالية إسلامية-إسلامية»، و»المعجزة أو سبات العقل في الإسلام» (2008).
كما أصدر طرابيشي خمسة مجلدات تخصصت في «نقد نقد العقل العربي»، كان آخرها الجزء الخامس «من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث» (دار الساقي، بيروت، 2010)، وفيها نقد المشروع الفكري للجابري.