بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
)إقراء( بداية رسالة الإسلام كلمة فيها دلالة واضحة للإنسان ،لمصدر العلم والمعرفة والمقياس عليها لحياة الإنسان ،ولمعرفة كيانه والكون الذي يعيشه ، و فيها دلالة على العقل البشري الذي خلقه الله تعالى وقدره على التمييز والتحليل من خلال التفكر، لهذا فان الله تعالى يخاطب الإنسان ويحثه على استخدام العقل الذي يرى ويسمع وينهاه عن النفس وحديثها بهوى شهواتها ليعقل الأمور ، فالعلم والمعرفة كما هي التجربة مصادرها من خارج كيان الإنسان يدركهما الإنسان بالسمع والنظر، بينما حديث النفس مصدره من داخل الإنسان مبني على ما تحب النفس وتكره، فالعقل سراجه العلم والمعرفة المتمثل بالكتاب والسنة لينير بصيرة الإنسان ويسعد بها، لهذا جاءت كلمة (إقراء) بصيغة الأمر لأهميتها في حياة الإنسان ...............
مع بداية كل لحظة وكل حركة يقف الإنسان أمام مفترق من الطرق، فالإنسان العاقل الذي يستخدم عقله ويحترمه بالتفكر والتدبر ،ويحترم ما يميزه العقل يجد القدرة على التواضع في حياته ومحاربة أنانيته في حب ذاته وإتباع هوى نفسه يجد ذاته قادرا ومحبا في إتباع مصدر العلم والمعرفة ليتوصل لحقيقة السعادة بالرضي والقناعة ...............

إن كثيرا هم من لم يميزوا بين العقل وحديث النفس،وفي ذلك جواب لكثير المشاهدات والتصرفات التي نشاهدها ونشعر بها ونتعرض لها حتى أصبحت ظواهر من الأزمات الأخلاقية، وجواب لكثيرا من المعاناة التي تترجم على الواقع بالسجون وتفكك الأسر والعقوق والطلاق والمشاجرات ،وفي ذلك دلالة على تغليب هوى النفس على العقل، تخرج الإنسان وتحرمه من إنسانيته ليعيش معاناة التعاسة في حياته ...........

إن الإنسان إذا غيب العقل أصبح إمعة يتصرف حسب املاات الآخرين، وإذا ما غيب العقل أصبح غضبه ورضاه كمفتاح طاقة المذياع يفتح ويغلق حسب رغبة الآخرين،وإذا ما غيب العقل أصبح عجولا وجاهلا لا يجني إلا الأخطاء ، أنانيا لا يعرف الحب ،وإذا غيب العقل وسمح للنفس بالتمادي أصبح فاقد وغائب العقل محسودا لأنه معذور وغير مكلف بالفطرة في محاسبة النفس وقيادتها...............