-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12492

اشتغالات بصرية ودرامية مفعمة بالتجريب وفك أطواق السحر والغموض

اشتغالات بصرية ودرامية مفعمة بالتجريب وفك أطواق السحر والغموض

اشتغالات بصرية ودرامية مفعمة بالتجريب وفك أطواق السحر والغموض

20-03-2016 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تنظم الهيئة الملكية للأفلام بالتعاون مع السفارة اليابانية فعاليات الدورة الخامسة لايام الفيلم الياباني التحريكي بدءا من مساء اليوم الاحد ولغاية بعد غد الثلاثاء في صالة سينما الرينبو بجبل عمان.

وتستهل العروض بالفيلم المعنون (عندما كان مارتي هناك) للمخرج هيروماسا يونيباياشي، ويتناول حكاية رحيل فتاة الى بلدة هادئة على شاطئ البحر تنطوي على نفسها لا تلبث ان تقدر معنى الصداقة.

رشح الفيلم وهو مأخوذ عن رواية للكاتب جوان جي روبنسون، لجائزة أفضل فيلم تحريكي في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأميركية للأفلام (الأوسكار) العام الفائت، وحصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي للأطفال.

ويناقش فيلم (الأطفال التي تتبع أصواتاً ضائعة) لماكوتو شينكاي، الوانا من البشر في طبيعة يتحركون في فضاء من الطبيعة والفانتازيا المميزة يخوضون في ذكريات عن بلاد بعيدة وغامضة كأنهم في رحلة بأرض الأساطير.
كما ويسرد فيلم (خمسة سنتيمترات بالثانية) للمخرج ماكوتو شينكاي، حكاية صديقين مقربين لكنهما تفرقا بعد تخرجهما من المرحلة الابتدائية، وذات يوم مثلج يجتمعان لاستعادة ذكرياتهما على خلفية رحلة بالقطار وفيها تنشأ قصص حميمة لأفراد آخرين.

تحفل الأفلام الثلاثة المشاركة بالإحتفالية بأساليب درامية وجمالية مبتكرة، يقبل عليها أفراد الأسرة، مثلما تنطوي على مناخات مفعمة بالتشويق الجذاب الذي درجت عليه افلام الصور المتحركة الدارجة بالسينما اليابانية الحديثة، حيث تتوغّل في تلك الأفلام في أكثر من بيئة إنسانية وحياة ثقافية، بتعابير ولمسات فنية وفكرية وهي تبحث في علاقات متعددة تسري بهذا العالم.

جاءت عراقة السينما اليابانية في هذا النوع من الإبداع كونها تتأسس على حدود شاسعة من سعة الخيال الآتية من قصص الرسم الكارتوني المتميزة شكلاً ومضموناً، في مقاربة للمسائل اليومية والأسئلة الحياتية الخصبة، مثلما تقرأ على نحو تحليلي وتأريخي معاً أبعاد اللغة السمعية البصرية وموضوعاتها المستلّة من بطون المعارف التاريخية والحضارية في ثقافات الشعوب.

وتبدو فيها أيضا على نحو جلي مبهر خطوط وألوان واشكال وتصاميم هندسية لبنية الكائن البشري وحراكه داخل الطرقات والبيوتات في الريف والمدينة، وهناك الأفق المشبع بمناخات من زخات المطر وهطول الثلج وتدرج ساعات الليل والنهار في انعكاساتها على خطوط السكك الحديدية، وفي جميعها تحضر كادرات مشبعة بمفردات مصوّرة بإبهار فطن ليس من قبيل الاستعراض المجاني. تصوغ الأفلام الثلاثة شخوصها بشكلٍ ينسجم مع تراتبية الأحداث وتتابعها على نحو مألوف لدى المتلقي كونه يتعايش مع بعض من نماذجها سواء على أرض الواقع أم في أحلامه، وهو ما يزيد في حرارة التواصل معها برقة وسلاسة وافتتان يحمل الصدق في الإحساس في دواخل الطفل الكامن لدى الكبار، حيث الرغبة بالمزيد من الإكتشافات والتجريب وفك أطواق لعبة السحر والغموض على وقع أداءات صوتية راقية وتنويعات الموسيقى والغناء الياباني الآسرة.
- إنها اليابان يا عزيزي.. ثورة التكنولوجيا وعالم الاتصال الذي جعل كوكب الأرض كأنه قرية صغيرة تحتم علي اللجوء إلى تفسير مشكلات وقضايا تنتاب عوالم شخصياتي بهذا وتغذي ذائقة المتلقي بأنماط من التواصل والتقارب مع الآخرين مهما كانت الفروقات اللغوية والثقافية والحضارية.. ثم ألا تتفق معي إن المجتمع الياباني الذي انتمي إليه دائم الانشغال بهذه العناصر وقطع من خلالها مشوارا عريضا في عالم الاتصال وتقنياته.
*.. لكن اسمح لي أن أتساءل عن الجذور التاريخية التي تحتكم إليها هذا التكنولوجيا في تلازمها واتكائها على موروث من العادات والتقاليد والمعتقدات والتي أراها مغيبة في أفلامك.. ثم أليس من حق الناقد أن يتساءل عن شخصيات الساموراي التي طالما قدمتها السينما اليابانية طوال مسيرتها ؟.


- هذا شيء طبيعي ولئن كنت لا تجده في أفلامي اليوم فلربما تراه غدا أو بعد غد، وكما شاهدت نماذج من أفلامي فهي لا تقدم أجزاء من الحالة التاريخية أو السياسية أو الاقتصادية بقدر ما تبحث عن خلق أنماط من المتعة والبهجة التي قد ترسل إشارة هنا أو هناك ، فقد اعتدت أن اترك ذلك للمتلقي بأن يغوص بنفسه ويبحث ببصيرة عن كل ما تشير إليه.
* ماذا عن الموسيقى التي أراها تعزز من توهج أفلامك ؟.


- منذ صغري وأنا أتعلق بكل ما تقدمه الشاشة التلفزيونية من إحساس بالصورة والصوت، وتحديدا هنا الموسيقى التصويرية والتي اتركها عادة إلى صديق موسيقي يصنع ألحانا مناسبة لأفلامي واراها مفعمة باللحن الهادئ البعيد عن الصخب والافتعال وغالبا ما نتحاور ونتشارك في اختيار القطع التي يقوم بتأليفها لأحداث الفيلم الأمر الذي يجعلها تواكب المراحل التي تمر بها الشخصيات ببراعة وسلاسة.


* دخلت أفلام الكارتون حديثا في مجال التجريب السينمائي وصارت المهرجانات تترك حيزا لا يستهان به لتلك الأفلام الطافحة بالرسومات والألوان وهي تطل على المشاهد من باب السينما الجديدة التي يحققها شباب في مطلع حياتهم السينمائية.. برأيك هل يدعم ذلك صناعة أفلام الكارتون السائدة أو يضيف إليها أم أنها تعيق حركتها وتقلل من أهميتها ؟.
- طبيعي أنت في السينما قد تجد الكثير من الاشتغالات على حقول الإبداع مجتمعة سواء في القصة أو الرواية مرورا بالمسرح وصولا إلى اللوحة التشكيلية والموسيقى الألوان وإمكانية اختصارها إلى لونين ابيض واسود وهذا يعود إلى أسلوبية صانع الأفلام والبيئة التي ينطلق منها فعلى الصعيد الشخصي أرحب بما ذكرت كله.. لكني أرى ذاتي بالتصاقي بالفيلم الكارتوني والذي سأظل أمينا على الأسلوبية التي اشتغلت إليها وقادتني إلى تحقيق إنجازات على أكثر من صعيد سواء في المهرجانات العالمية أو اعجاب رواد الصالات السينمائية الذي منحني القوة في مضاعفة الاهتمام وان أقوم بنقل هذه التجربة خارج اليابان وما وجودي اليوم بينكم هنا في عمان إلا احد الأهداف التي تحكم اختياري وشغفي بأفلام الكارتون وترويجها كلغة تعبير وافتتان وتواصل وأيضا فسحة للإطلاع والتحاور والكشف عن المواهب الشابة.

(الرأي)








طباعة
  • المشاهدات: 12492

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم