20-03-2016 10:11 PM
سرايا - سرايا- بدأت في نهاية الاسبوع اعمال ازالة النفايات المتراكمة منذ الصيف الفائت في لبنان عملا بخطة مثيرة للجدل لانهاء ازمة اثارت تظاهرات عارمة ازاء عجز السلطات.
وكانت عشرات الشاحنات تنشط الاحد منذ فجر الاحد في رفع اكياس النفايات التي بدت في صور ملتقطة جوا كنهر طويل في جديدة المتن شمال العاصمة بيروت. كما جمعت النفايات المرمية على جوانب نهر بيروت الشديد التلوث اصلا على ما افاد مصور لوكالة فرانس برس الاحد.
لكن بالرغم من انطلاق هذه الاعمال لم يخمد الجدل بشأن هذه الازمة، حيث يعتبرها خبراء وناشطون في المجتمع المدني حلا مؤقتا يعتمد على اعادة فتح مطمر الناعمة (جنوبي بيروت) لمدة شهرين، في قرار اتخذته الحكومة في 12 اذار/مارس.
الا ان اغلاق هذا المطمر الاكبر في البلاد في تموز/يوليو كان شرارة الازمة الاخيرة، حيث ادى الى تكدس اطنان النفايات على جوانب الجادات والطرقات وفي مجاري الانهار وعلى ضفافها وحتى في غابات بلد الارز ووديانه.
هذه الفضيحة دفعت بعشرات الاف اللبنانيين الى الشوارع في تعبئة عابرة للطوائف والانتماءات عبرت عن ضيق صدر السكان ازاء الفساد المستشري وتعطل الدولة وشلل المؤسسات السياسية.
وراى محللون في الازمة انعكاسا لشلل المؤسسات الرسمية في لبنان الذي يفتقر الى رئيس للجمهورية منذ عامين بسبب الخصومات السياسية الحادة التي زادت من حدتها الحرب في سوريا المجاورة.
رغم توالي الاجتماعات فشلت الحكومة في اتخاذ قرارات على مدى طويل فيما لوح رئيسها تمام سلام بالاستقالة.
اضافة الى اعادة فتح مطمر الناعمة، تنص الخطة المعلنة على فتح مطمرين جديدين في برج حمود المنطقة ذات الاكثرية الارمنية شمالي بيروت وعلى شاطئ كوستا برافا جنوبها، وذلك لمدة اربع سنوات يجري فيها العمل على حل دائم.
لكن هذه الاجراءات المؤقتة اثارت سخط ناشطي حملة "طلعت ريحتكم" التي دعت الى تظاهرات الصيف الفائت، فاغلقوا الاثنين لفترة قصيرة طرقا مؤدية الى بيروت احتجاجا.
وصرح المهندس البيئي زياد ابي شاكر المتخصص في اعادة تدوير النفايات الصلبة لوكالة فرانس برس "هذه الخطة غير مقبولة لان الازمة بدات تماما هكذا". واوضح "ان نقل (السلطات) النفايات الى موقع لطمرها يعني انها تتجاهل الازمة الجارية منذ ثمانية اشهر. هذه عودة الى خانة الانطلاق".
بالاضافة تنص الخطة على متابعة العمل بعد اربع سنوات من خلال حرق النفايات الذي اعتبر ابي شاكر انه "يزيد الطين بلة لان الحرق اسوأ من الطمر".
ويؤكد خبراء بيئيون وناشطون ان حل المشكلة ممكن من خلال اعادة تدوير الجزء الاكبر من النفايات، على عكس ما يحدث الان.
كما ينتقدون بحدة جشع السياسيين الذين لا يسعون بحسب قولهم الا الى ضمان حصصهم من الارباح المحتملة من السوق الهائلة لقطاع معالجة النفايات.-(أ ف ب)