بقلم : د. حسين سالم السرحان
لا أعرف كيف طاوعتهم إرادتهم على إزالة ٓ قطعة ً من القلب وكيف سمحوا لجرافات بهاء وسعد الحريري ان تحطم أساور الوجدان فينا !!

منذ ُ إستباحت فكرة الإستثمار عقولنا تاهت بوصلة الوطن ومن اللحظة التي تبخرت إرادتنا في حماية الهوية والمنجزات الوطنية أمام جشع المقاولين والسماسرة دخلنا في نفق قادنا للوهم وما زلنا نتعثر في البحث عن مخرج !!

كيف حولوا عمان وشريان الحياة فيها الى عروض على البوربوينت ومخططات وإحداثيات لمشاريع إسمنتية بعد ان كان العبدلي يٓعج ُ بالنبل والرجولة وأصوات الرجال ورحلاتهم اليومية من والى مبنى القيادة العامة للجيش يأتون من كل حدب ٍ وصوب وكأنهم حجيجا ً!! أجزم ان مباني القيادة في وجدان الضباط والجنود أغلى من بيوتهم ولو داهمها الخطر لحظة سيلتحقون بها ويتركون الدار والأهل !!

الدول تتطور وتحدث تغييرات إلا نحن نقيم الأرخص على حساب الأغلى ونبني وهما ً على حساب الحياة لان من كانوا في مباني القيادة ذات زمن هم من حافظوا على الوطن ومن دمر ما أورثوه لنا هم من جاءوا من كل إتجاه وجلسوا في مقاعد القرار في غفلة من الزمن وعلى سدة الرئاسة ووزارات كالتخطيط ودوائر كالاستثمار !!
منذ ان أصبح العبدلي بوليفارد وسوليدير ودعنا كل جميل وعزيز ومنذ تلك اللحظة لم أدخل العبدلي ولا أحب زيارته ولا أهوى سماع أي شئ عنه !!

ومنذ ان تسلل بهاء وسعد الحريري وصحبهما وأزلامهما وممثليهما وشركة سعودي أوجيه الى وجداننا وبدلوا وجه عمان وبوصلتها قرأنا السلام على حالنا !!