21-03-2016 10:17 AM
سرايا - سرايا - بمناسبة الأعياد الوطنية، وعيد الأم، ويوم الكرامة، نظم ملتقى إربد الثقافي بالتعاون مع منتدى عنجرة، وملتقى المرأة مساء أول من أمس، أمسية شعرية، شارك في فعالياتها التي أدارها الشاعر أنور الأسمر، الشعراء: محمد حيفاوي، د. خالد مياس، إيمان العمري، والشاعرة الأرمنية هاسميك مصرليان.
استهل الأمسية التي أقيمت وسط حضور جماهيري لافت الشاعر حيفاوي الذي قرأ للوطن والهاشميين والأم والأنثى، مستحضرا صورة الملك وهو يمسح على رأس يتيم في قصيدة « لله درك عبد الله»، وصورة الأم التي حضرتها الوفاة في المدينة المنورة بعد أداء مناسك العمرة، وصورة الأنثى التي تضحي من أجل الأسرة، ومن أجواء شعره: «كم أعصر الروح والعينين في ألم، حتى أذوب فلا استشعر الألما، هذي عيوني وقد جفّت منابعها، لم يبق دمع فسالت في هواه دما، من كان يرجو جنان الخلد دانية، لا يأبه الجرح مفتوحاً وملتئما، هذا هو الحب نبع لا جفاف له، شلال نور بليل العاشقين همى».
بدورها قرأت الشاعرة الأرمنية مصرليان باقة من قصائدها التي تغنت بالأردن، ومعركة الكرامة، وبالثورة العربية منذ انطلاقتها وحتى تأسيس الإمارة، كما قدمت جملة من قصائد العشق التي تنحاز للأنثى والرجل معا، معزوفات قدمتها في الوفاء لهذا الوطن، ومن قصيدتها « هو موطني» نختار التالي: « هو موطني روحي تعيش هواه، ونموت إن غابت بنا عيناه، هو سيد الأوطان يبقى صامدا، كالفارس الممشوق حين تراه، يا أردن الحبّ الذي ما فاتنا، أبدا وما غابت بنا ذكراه، ستظلّ رغم الحقد في صدر العدا، قلباً وفياً كلنا نرعاه».
ومن جانبه قرأ الشاعر د. مياس باقة من قصائده التي ذهبت إلى الأم أيضا، وللوطن الذي حاوره حوارا دافئا، وللحب الذي وقف على شرفاته متأملا، إلى جانب قراءته لقصيدة « الصمت» التي عاين فيها أكثر من موضوعة، أبرزها موضوعة الحياة وضياع الحلم، يقول في قصيدته « صمت»:» لا تناجيني الغداة، ضاع حلـمي، أرتجي لو عاد لي يوما صداه، اتركيني واذهبي ناجي الإله، لا تناجي وردة أو نخلة صدت أعاصير الشفاه، لا تقولي ما يقول الناس عني، واهجري كل الكلام، صدقيني، وامنحيني الصمت قولي، قد نذرت الصوم هذا اليوم عن نزف الكلام، لا تعيدي نفحة هبّت على بستان شعري، فاستغارت في إناه، هيئي كل المراكب ، واحمليني، وارحلي بي، واسكني خلف الفلاة»
وختمت الشاعرة العمري الأمسية الشعرية بقراءة باقة من قصائدها القصيرة والتي تشكلت بين إيقاع العمودي والتفعيلي والنثر، بحثا عن أجواء حاضنة لأفكارها وتطلعاتها التي سعت لتقديم نموذج الأم والأب والوطن، نماذج أشرقت من خلال انتقائها لمفرداتها، ومن قصيدتها التي أهدتها لوالدها الراحل نأخذ المقطع التالي: «وجمال قول والفعال جلالها، والعين ترنو وعدها وتراقبه، وخؤولتي وعمومتي قمر الدجى، وأبي النهار وذي النجوم تلاعبه، يا نفحة الحب التي قد زانها، وجه السماء بريقه وكواكبه، يرقى الجبين بسجدة تدعو له، والحرف جاد على اللسان مناقبه، يشهد له صوت الأذان وضيفه، وقراه موقدة وتلك مذاهبه، ودلاله صب بأيدي (الآمنة)، للمستجير تجود منه تساكبه، والجود ديدنه بعنونة الورى، شرق وغرب لا تشاب مطالبه، هو شاعر هو فارس هو للذرى، من خالص الأنساب تعلو مشاربه».
وكان الشاعر الأسمر قدم للأمسية بقوله:» في هذا المساء أنتم وجمالكم وفرسان أربعة احترفوا مطاردة الضوء وليّ عُنق الخيال، ليسوي كل واحد منهم كوكبا يأخذنا إليه, لنشهد معهم، ونحن في حالة الغليان انشطار الحرف والقُبلة, ونشهد معهم احتفالاً بزواج اللغة المتجد،د لتنجب لنا ما يسرُّ المستمعين».