بقلم :
تعكسُ الزيارةُ الملكية الأخيرة للجامعة الأردنية ولقاء جلالة الملك المعظّم فيها برئيسها ورؤوساء باقي الجامعات الأردنية ما للجامعة الأردنية من مكانةٍ بارزةٍ في فكرِ وضميرِ القيادة الأردنية الراشدة، ومدى الإدراك لأهمية الجامعات ودورها المحوري في صناعةِ الزمن الأردني الجديد والدخول بخطىٍ ثابتةٍ إلى المستقبل الذي يفتح أبواب تحدياتٍ لن يكون سهلاً مواجهتها إلا بالعلم والجهد والفكر المنفتح على حقول المعرفة والتقدم. ولمّا كانت الجامعةُ الأردنية حاضنة الحلم الأردني الأثير وأولى الجامعات الأردنية نشأةً وأكثرها توسعاً وأضخمها عُدة ًوعديداً، فإنها – ولا شك- تستحقُ هذه الوِقفة الملكية فيها، وهي إذ تعتزُ بهذه اللفتةِ الملكية السامية وتدرك مضامين الحضور الملكي فيها، لتسعى لتكون مع رفيقاتها – باقي الجامعات الأردنية- في الشمال والجنوب والوسط في مستوى التطلع الملكي لواقعها ومستقبلها. وهي تعلنُ – بكبرياءٍ- قبولها التحدي الماثل أمامها كأمٍ لكل الجامعات الأردنية.. تحدي الدور والرسالة والإنجاز. لن تكون الجامعات الأردنية إلا عند حُسن ظن القيادة الهاشمية فيها، وستكون – بعون الله دوماً- ودعم جلالة الملك وكل المخلصين، عِماد كل تطور يشهده الأردن في شتى المجالات، ففيها رجالُ "لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ" عن أداء رسالة العلم والتربية. وهي وعلى رأسها الجامعة الأردنية ستعرفُ كل طريقٍ يقود إلى نهضة الأردن و رفِعته ومجده بعيداً عن التعصب والإنغلاق والإنكفاء على الذات، وستفتحُ – مثلما هو عهدها – عقول الأجيال على معارف العصر ولغاته وتزود أبناء الغد بكل الطاقات والملكات التي تمكنهم من متابعة الطريق الذي مشى فيه آباؤهم وأجدادهم دون إغفالٍ لما لهم ولزمنهم من خصوصياتٍ ، عليهم – هم وحدهم – ان يقرروا إلى أي مدىٍ فيها يذهبون على هديٍّ من المبادىء والرؤى التي تأسس عليها بينان الأردن بلداً عربياًُ هاشمياً تعايش بذكاءٍ وحكمةٍ مع ظروف إقليم مشتعلٍ من أقصاه إلى أقصاه. وفي سبيل تحقيق الرؤيا الملكية لواقع ومستقبل التعليم العالي في الأردن لا بد أن تحظى الجامعات بالاستقلال الضروري لتطورها وأدائها لدورها الريادي في قيادة المجتمع نحو الآفاق الموعودة. كما لا بد من استكمال توفير البيئة الأكاديمية المتكاملة لإعضاء الهيئة التدريسية والطلبة ودعم برامج الدراسات العليا وتشجيع البحث العلمي مضموناً، وجعل الحرم الجامعي مكاناً لجميع الأفكار البنّاءة حتى يعلو بنيان الوطن بجهدٍ مشتركٍ من جميع أبنائه بلا تحيزٍ لرأي ولا تحّـزب لفكر. وسيكون ضرورياً توفير وزيادة الدعم الحكومي للجامعات الأردنية لرفع سوية التعليم وتحسين أوضاع العاملين فيها من أكاديميين وإداريين كي تحافظ الجامعات على كوادرها المؤهلة، القادرة على قيادتها وقيادة المجتمع من ورائها إلى مدارج التقدم والسموّ.