15-09-2008 04:00 PM
أبو طارق شخصية إعلامية لا يختلف اثنان من الوسط الإعلامي على حرفيته وطغيان حضوره الإعلامي.. ربما لا يستطيع الكثير من الإعلاميين تذكّر أسماء وزراء الإعلام في الأردن، لكن لا أحد سينسى ناصر جودة، وسيبقى هو وصلاح أبو زيد في الذاكرة والمشهد الإعلامي.. ناصر جودة لا يختلف اثنان على وسامته ورشاقته وخفة دمه وسرعة بديهته وقدرته على استخدام اللغة الدبلوماسية وفن إيجاد المخارج والمداخل اللفظية.. ناصر جودة سيظلّ علامة فارقة ومميّزة في تاريخ الإعلام الأردني.. ناصر جودة رجل استطاع أن يمتلك ناصية اللعب بالكلمات والتصريحات التي تحتمل كافة التأويلات.. كنت دائماً أستفيض بعفويّةٍ عندما أكتب عن الناطق الرسمي الذي اسمه على اسمي ( أبو طارق) بحكم الزمالة الإعلامية وعلى اعتبار ذلك اللقب الذي ألصقه بي صديقي المهندس عبد الكريم البلاونة: ( الناقد الرسمي للحكومة)، إضافةً لثقتي بأن ذهنية الإعلامي المحترف ودرجة الوعي والنضج الديمقراطي المتمثل بحريّة الرأي والتعبير وحق الاختلاف، هي البيئة والثقافة والوسط الذي يستمتع جودة بالخوض فيها.. لكنني الآن حذر جداً جداً بعد سلسلة مؤشرات غير مطمئنة بدأت تصدر عن الناطق الرسمي.. ربما على الصعيد الشخصي لم ألتق بالناطق الرسمي سوى مرّاتٍ لا تتجاوز عدد أصابع اليد.. كان اللقاء الأول حين جمعنا الزميل الصديق باسل الطراونة على طاولة الدكتور معروف البخيت في بداية عهد حكومته.. كانت رلى الحروب وعمر كلاب وزياد أبو غنيمة وجمال الشواهين وكامل النصيرات وعبد الله أبو رمان وطارق مصاروة وعريب الرنتاوي ومحمد خروب وسلطان حطاب وجميل النمري وأنا وزملاء آخرين لا أتذكر أسماءهم الآن.. كانت الصورة معبّرة عن وجعٍ وأملٍ وحلمٍ واحد وإن تعدد الأطباء وتنوّع الدواء.. كان المشهد يبشّر بآفاقٍ رحبةٍ لديمقراطية حقيقية تحتمل كل الألوان والآراء.. لكنه كان لقاءً يتيماً لم يتكرر وصولاً لحكومة الذهبي.. وربما تكرر لكن ( بالفلترة) وبالتفصيل حسب المقاس والمزاج الحكومي.. ما أود قوله أن معالي أبو طارق قام بعددٍ من الممارسات أوجزها على النحو الآتي: - حل المركز الأردني للإعلام وإلحاقه بما سميّ دائرة الاتصال والإعلام في رئاسة الحكومة- تكليف السكرتيرة السابقة للناطق الرسمي برئاسة هذه الدائرة- الانتقائية الواضحة في كيفية التعامل والتواصل مع المؤسسات الإعلامية والصحفية- الانتقائية الواضحة في توجيه الدعوات وحضور اللقاءات الصحفية في المناسبات المختلفة- الانتقائية في تمرير المعلومات وحجبها- الانتقائية في التواصل مع الصحفيين والكتّاب.. طبعاً هناك حديث طويل عن المركز الأردني للإعلام الذي تم وأده بليلٍ، مع أن قناة الرافدين العراقية أوردت قبل فترةٍ وجيزة تقريراً عن فعاليات ونشاطات المركز وهو في أوج عطائه.. وحديث أطول عن وكالة الأنباء (بترا) التي يقوم عليها زميل نابه ونشيط لكنه مقيّد الحركة والصلاحية.. وحديث أكثر طولاً عن المجلس الشامخ الأعلى للإعلام والذي شعرنا أنه تم تفصيله بالمقاس للسيدة سيما بحوث التي تركت الجمل بما حمل لتتبوأ منصباً مرموقاً خارج الأردن، ودون أن تعطينا أرقامها وإنجازاتها الإعلامية.. وحديث لا ينتهي عن إدارة التلفزيون الأردني والتي أصبحت خيوطها بيد الزميل أبو طارق.. وصولاً إلى قيام معاليه برفع دعوى قضائية كما ورد في الصحف المحلية بحق الزميل أسامة الراميني ومطالبته إياه بتعويض شخصي قيمته فقط ( مليون دينار) ويا بلاش.. هنا أتوقف لأصرّح كناقد رسمي للحكومة فأقول: أما آن الأوان لفارس الإعلام أن يترجل؟.. إنني أعتقد أنه لا يوجد اثنان من الوسط وحتى الأجنحة وربما الاحتياط يختلفان على فكرة استراحة المحارب الشرس الإعلامي ناصر جود.. فهو حقاً كان محارباً بامتيازٍ عبر تحكّمه بكافة الخيوط الإعلامية، وعبر شعاره " من ينتقدني، فهو وببساطة ليس موجوداً " لكن معاليه لم يدرك أن التكنولوجيا عولمت الإعلام لدرجةٍ أصبح قادراً فيها من لا يستطيع أن يفكّ الخط على التأثير إعلامياً أكثر بكثير من تصريحات كل الناطقين الإعلاميين.. معالي أبو طارق: بالرغم من كوني الناقد الرسمي للحكومة، لكن وكما تلاحظ فقد استخدمت تعبيراتك ومصطلحاتك الذكية في محاولة غبية مني كي لا أقع بشراك أعمالي أو أجدني مطلوباً ومطالباً بمليار دينار.. وهات دبرها يا رياض الحروب
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |