23-03-2016 10:19 AM
سرايا - سرايا - استهل الشاعر د. صلاح جرارالقراءة الأولى في الامسية الشعرية التي نظمها بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب، أول أمس، للشاعرين: د. صلاح جرار ود. محمد الشروش، وأدارها الشاعر الدكتور هشام القواسمة، فقرأ مجموعة من قصائده: «دمع كالجمر وقلب كالصخر، جراح الفصول، هل تهزم الظلام البدور، مشكاة الروح»، وهي قصائد تعاين الذات وتوجعاتها، وتأخذ المتلقي إلى فضاءات الروح الشاسعة، قصائد تقرأ بشفافيتها شؤون العاشق، وترسم لوحة بانورامية للإنسان العاشق، بلغة رومانسية تكتظ بالوجد الصوفي وطقوس العشق، بلغة عالية التقنية.
من قصيدته :«دمع كالجمر وقلب كالصخر»، قرأ جرار:
ولي أدمع ما كنت يوما..لدي حادث ما لم يكن أمره أمرا
وكم صنتها عن كل خل وصاحب.. فاضحى فؤادي من سخونتها جمرا
على أنني ما زلت أحتمل الأسى..لعل فؤادي من جراحاته يبرا
ولو أنني أطلقت عينيَّ بالبكا..بكيت على ما ضاع من عمري الدهرا».
وفي قصيدته «جراح الفصول»، التي تفيض وعشقا، يقول فيها:
كيف يرجى إلى علاك وصول.. أو يرام إلى حماك دخول
وعيون الحجاب ترصد خطوي.. وطريقي إلى الديار تطول
قد سقاني العذال كأس ملام.. هل يرد المشتاق عنك عذول».
ومضى د. جرار في قراءته إلى جماليات الشعر في قصيدته الرائعة «هل تهزم الظلام البدور»، وقصيدة «مشكاة الروح»، قصيدتان ابحر من خلالهما إلى عمق البوح الشعري وحكمة القول في رسم مناخات الإنسان وقضاياه الإنسانية والذاتية عبر مخيلة خصبة تنم عن عمق التجربة في كتابة القصيدة التي لم يكشف عنها الشاعر مؤخرا من خلال إصدار ديوانه الأول مؤخرا.
وقرأ الشاعر د. محمد الشروش من قصائده: «الحذاء، الجنوب»، واستذكر الشاعر الراحل حبيب الزيودي بقصيدة معبرة، بث فيها حزنه لفقيد الشعر والوطن، إلى جانب قصائد محكمة البناء واللغة العالية التي لا تخلو من القص الشعري وسرديات النص الشعري، قصيدته التي تحدث عن الجنوب وأوجاع الجنوب وأحزانه مستشهدا بمكانة الجنوب وبطولاته.
من قصيدته التي استذكر فيها الشاعر الراحل حبيب الزيودي، قال:
أسعى لقبرك والعالوك معراجي.. والسرّ سرّك في شريانك التاجي
عامان وحدك والأسرار ما كشفت.. في غربة الموت والأمواج أمواجي
وحدي وقبرك والأيام تلفحني..آه لقبرك يا قنديلنا العاجي
عبد الودود سعى والأرض دائرة.. والبحر تحمله أو ضاق أوداجي».