15-09-2008 04:00 PM
تابعت اكثر من حلقة من برنامج "رمضان من عمان"... الذي تقدمه المذيعة اللبنانية "جويس" على قناة نورمينا الفضائية وهو برنامج يحمل فكرة بسيطة تتكون من سؤال وجواب تطرحه المذيعة على مواطنين تلتقيهم في الشارع او في الكوفي شوبات واماكن اخرى وتمنح من يجيب عن السؤال جائزة فورية.
واكثر ما لفت انتباهي في هذا البرنامج ، لا بل ادهشني ان سؤال احدى الحلقات تمحور حول معرفة اسم وزير الداخلية الاردني حيث التقت المذيعة بشريحة واسعة من المواطنين الاردنيين ومعظمهم بكل اسف من طلبة الجامعات الاردنية ولم يفلح احدهم في معرفة ان وزير الداخلية الاردني هو معالي عيد الفايز.
والانكى من ذلك ان هؤلاء الشبان بدأوا بكل جدية يطرحون اسماء ما انزل الله بها من سلطان معتقدين انهم ادلوا بالاجابة الصحيحة.
في حلقة مماثلة طرحت ذات المذيعة سؤالا لشبان وشابات حول اسم رئيس الوزراء الاردني ليفاجأ المشاهدون ايضا بان عددا كبيرا من المستطلعين يجهلون اسم رئيس الوزراء وربما اسم وزير الخارجية ، وبالكاد استطاع احدهم معرفة الاسم ليحصل على جائزة فورية وسط صدمتنا من انحدار مستوى الثقافة السياسية لدى الشباب الاردني.
الحلقة الاخيرة التي عجز شبابنا عن حل لغزها ايضا كانت حول معرفة اسم نقيب الفنانين الاستاذ شاهر الحديد ولم يستطع سوى فائز واحد ان يجيب عن السؤال ربما بعد ان تم تسريب الاسم الصحيح له من شبان كانوا برفقه الفائز.
هذه الظاهرة ليست بجديدة على مجتمعنا فلطالما اجرت الصحف اليومية والاسبوعية استطلاعات داخل حرم الجامعات الاردنية وعجز %90 من طلاب جامعاتنا عن معرفة اسم رئيس الوزراء الاردني ، فهل يجوز ان تبقى هذه الظاهرة مسيطرة على الفكر الطلابي في دولة انفتاحية تمتاز بمشروعها الديمقراطي وانفتاحها السياسي على مختلف الاحزاب والتيارات الفكرية؟ وماذا سيكون موقفنا امام المشاهدين العرب الذين تابعوا تلك الحلقات؟ وبماذا سيفسر هؤلاء جهل شريحة واسعة من طلابنا الجامعيين عن معرفة اسماء يفترض من باب الف باء المطالعة ان يكونوا عالمين بمثل هذه الامور.
الاردن تبوأ موقعا مهما ومتقدما في مجال مكافحة الامية ومعظم الاستطلاعات العالمية تشير الى ان نسبة التعليم في الاردن مرتفعة جدا مقارنة مع دول عربية واجنبية ، لكن الواقع المرير الذي يمر به طلابنا من جهل في مبادئ الثقافة السياسية ينذر بان علينا التحرك فورا لايجاد حل لهذه الظاهرة المعيبة.
ولعل تبدل الحكومات السريع في الاردن وتبدل اسماء الوزراء يبرر الى حد ما هذه الظاهرة ، لكنه لا يبرئ استمرارنا في تجاهل ما يجري واعتقد بان على رؤساء وادارات الجامعات الاردنية التنبه لما يجري وايلاؤه الاهمية الممكنة. جويس.. كشفت لنا عيبا.. علينا ان نستره.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |