27-03-2016 10:47 AM
سرايا - سرايا - يجمع فيلم «10 شارع كلوفرفيلد» (10 Cloverfield Lane) (2016) بين الأفلام الدرامية والخيال العلمي والرعب والإثارة والتشويق. وهذا الفيلم من إخراج المخرج دان تراكتنبيرج، وهو باكورة أفلامه الروائية الطويلة. وقام بتأليف سيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان جوش كامبيل وماثيو ستوكين استنادا إلى قصة من تأليفهما بالاشتراك مع الكاتب داميين تشازيل، والقصة مبنية على نص بعنوان «القبو» (The Cellar).
ويبدأ فيلم «10 شارع كلوفرفيلد» بقيام إحدى شخصياته الرئيسية وهي ميشيل (الممثلة ماري إليزابيث وينستيد) التي تقيم في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا، بمغادرة المدينة بسيارتها بعد خلاف مع خطيبها بين (صوت الممثل القدير برادلي كوبر) وتتوجه نحو المناطق الريفية في الليل الحالك وتعلم عن طريق الراديو عن انقطاع التيار الكهربائي في عدة مدن، وتصطدم سيارتها بشاحنة وتدخل في غيبوبة. وفي صباح اليوم التالي تستيقظ لتجد نفسها في غرفة محصنة في قبو تحت الأرض ويبلغها صاحب القبو هوارد ستابلر (الممثل جون جودمان) أن المنطقة تعرضت لهجوم مروع لا يعرف مصدره وأنه عثر عليها بعد أن اصطدمت بشاحنته وأحضرها إلى غرفته لحمايتها. وتشكّ ميشيل بادئ الأمر بصدق نوتبت صاحب القبو هوارد وتحاول الهرب من المكان ثم تغير رأيها. وتلتقي ميشيل بشخص آخر يدعى إيميت ديويت (الممثل جون جالاجر) الذي لجأ قبلها إلى الغرفة المحصنة تحت الأرض بعد أن نجا من الهجوم. وخلال الأسابيع التالية تكتشف ميشيل وإيمييت ديويت أن صاحب القبو هوارد ستابلر شرير خطر وشخص مضطرب. ومما يؤكد ذلك لهما الأدلة التي يكتشفانها على مقتل ميجان ابنة هوارد ستابلر، ويخططان على أثر ذلك للهرب من المكان، وحين يكتشف هوارد خطتهما يقوم بقتل إيميت ديويت.
وبعد ذلك تبذل ميشيل جهودا متواصلة للهرب من القبو، وتقع مواجهات عديدة بينها وبين هوارد، وتتمكن في نهاية المطاف من الفرار عبر مجاري الهواء بعد أن تلقي على هوارد مادة حمضية، مما يصيبه بجراح خطرة، كما تشعل نارا كهربائية. وبعد لحظات تظهر مركبة فضائية، فيما ينفجر القبو والغرفة المحصنة. وتتوجه ميشيل إلى حظيرة الماشية حيث تطاردها المركبة الفضائية، ولكن ميشيل تلقي عليها قنبلة حارقة وتفجرها.
وتغادر ميشيل المكان باستخدام سيارة، وتصطدم بصندوق بريد هوارد ستابلر الذي يحمل عنوان «10 شارع كلوفرفيلد»، الذي يشتق الفيلم عنوانه منه. وتعلم ميشيل من بلاغات راديو السيارة عن انتصار السكان على غزو المخلوقات الفضائية للجنوب الأميركي وتدعو تلك البلاغات المواطنين إلى التوجّه شمالا إلى مدينة باتون روج بولاية لويزيانا، كما تدعو من يتمتعون بخبرة طبية أو قتالية إلى التوجه إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس. وتقرر ميشيل الذهاب إلى هيوستن التي تتوجه إليها بالسيارة فيما تحلق عربة فضائية فوق الغيوم.
ويتميز فيلم «10 شارع كلوفرفيلد» بالتأكيد على مضمون القصة، مما يجذب المشاهد من بداية الفيلم حتى نهايته. ويجمع الفيلم بين العديد من المقومات الفنية، وخاصة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم بطلا الفيلم ماري إليزابيث وينستيد وجون جودمان، وبراعة ودقة الحوار وقوة الإخراج والتصوير والمونتاج. وحصل هذا الفيلم على معدل 91% على موقع «الطماطم الفاسدة» الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما في الولايات المتحدة.
وصعد فيلم «10 شارع كلوفرفيلد» في أسبوعه الافتتاحي إلى المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 56 مليون دولار. وأنتج الفيلم بميزانية محدودة اقتصرت على 15 مليون دولار. واقتصر عدد ممثلي الفيلم على 11 ممثلا، بينهم اثنان اشتركا بأصواتهما دون الظهور في الفيلم. وافتتح هذا الفيلم في 3391 من دور السينما الأميركية، وعرض في 63 دولة شملت أربع دول عربية.
وشارك في إنتاج فيلم «10 شارع كلوفرفيلد» أعداد معتدلة من الطواقم الفنية التي شملت 20 من مهندسي وفنيي المؤثرات البصرية وتسعة في المؤثرات الخاصة و32 في القسم الفني و26 في التصوير و16 في قسم الموسيقى و13 في المونتاج و12 في قسم الصوت وستة في الماكياج وخمسة من البدلاء، بالإضافة إلى اثنين من مساعدي المخرج.
وفيلم «10 شارع كلوفرفيلد» هو الجزء الثاني لفيلم «كلوفرفيلد» (2008) الذي رشح لاثنتين وعشرين جائزة سينمائية وفاز بخمس جوائز وحقق نجاحا كبيرا على شباك التذاكر، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 171 مليون دولار. ويتفق النقاد على تفوق الفيلم الجديد كعمل فني على الفيلم السابق.
(الرأي)