29-03-2016 03:39 PM
بقلم :
مر عيد الام في هذا العام حزينا” وبائسا” على الأم العربية وحمل معه مزيدا” من الحزن والألم والمأسي المتواصلة للأمهات العربيات ...
ولإنهن الحلقة الأضعف في عالمنا الذي حكمه المستبدون والظالمون وتحكم فيه الأقوياء والعملاء ؛ فإن الأمهات العربيات دفعن ثمن ضعف وتفكك وتخاذل الأمة العرببة أضعافا” مضاعفة ، وتعرضن دائما” للتشرد وللإغتصاب وللقتل والإبادة ...
دفعت الأم العربية الفلسطينية ثمن ضعف ووهن الأمة العربية لعشرات السنين ؛ ومنذ فترة طويلة انضمت الأم العراقية والسورية واليمنية والليبية لدفع الثمن ، ودفعته الأم العربية في كل يلد عربي عبثت فيه الأيادي اليهودية وتلاعب فيه المستعمرون والطامعون ...
هناك ترابط أكيد بين حال ومكانة الأم العربية وحال ومكانة الأمة العربية ؛ فلا شك بأن قوة الأمة العربية أعلت من قدر وشأن ومكانة الأم العربية فيما مضى ؛ وعلى العكس من ذلك ؛ فإن وهن وضعف وتفكك الأمة العربية قاد الأم العربية إلى الذل والقاع والعبودية وجعلها عرضة للتهجير وللقتل وللإغتصاب ...
وفي عهد الخليفة المعتصم بالله العباسي ؛ كانت الأمة العربية في تلك الفترة قوية ومهابة ؛ فاكتفت الأم العربية بصرخة استغاثة واحدة ؛ وكانت كافية لتلبية النداء من قبل الخليفة لفك أسر المرآة العربية الهاشمية وعلى عجل ... !!!
وعندما حل التفكك والتشرذم وتمكن الوهن والضعف من جسد أمتنا العرببة ؛ صرخت الأم العربية آلاف المرات عبر كل الوسائل الإعلامية وعبر كل المحطات الفضائية ... ولكن الآذان صمت والجميع صمت ؛ ولا حياة لمن تنادي ... !!!
لن تعود للأم العربية مكانتها وقدرها حتى تعود لأمتنا العربية مكانتها وقدرها ... ولكن ؛ إن بقي الضعف متسللا” إلى جسد الأمة ، وإن بقي التفكك مسيطرا” على وضعية وأحوال الأمة ؛ فإن الأم العربية ستنتقل وفي كل يوم„ من مأساة إلى مأساة ، وستكون اللقمة السهلة والمفضلة والسائغة لكل الجبناء والمجرمين والطغاة ...