31-03-2016 10:20 AM
سرايا - سرايا - عاين الناقد الدكتور فيصل دراج في «دارة الفنون» اول امس محطات في سيرة فؤاد الخطيب شاعر الثورة العربية الكبرى، عاداً في محاضرة له بمناسبة مئوية الثورة العربية الكبرى الشاعر الخطيب، الذي جمعت قصائده في كتاب بعنوان (ديوان فؤاد الخطيب)، شخصية جديرة بالاحترام، كان عروبياً ومثقفاً ثائراً ينصر العدل ويندد بالظلم، وإنساناً طليقاً، يتنقل من بلد إلى آخر ملبياً ما اعتقد به. وكان فوق هذا وذاك ملتزماً «بفلسطين»، يحرّض على نصرتها، ويرى في مآلها الأخير مرآة «للعرب».
وأوضح المحاضر ان الخطيب مولود في قضاء الشوف اللبناني عام 1893، في أسرة مصرية الأصل، عرفت باهتمامها بشؤون الدين واللغة، ما دفعه إلى الاهتمام بالأدب العربي والشعر؛ فدرسه بالجامعة الأميركية في بيروت، وأنهى دراسته متفوقاً، وكان من زملائه في الجامعة فيليب حتّي وبندلي الجوزي وأنيس المقدسي، وهم باحثون كبار اشتهروا في مجالاتهم المتنوعة.
وقال درّاج في المحاضرة التي شارك فيها الفنان اسعد خليفة بقراءة مقتطفات من قصائد الشاعر، ان الخطيب أوصله التزامه العروبي، والتصاقه بالثوار إلى مدن عربية متعددة، فدرّس اللغة العربية في يافا، ومرّ بالقاهرة والخرطوم ودمشق وعاش في الحجاز، وانتهى إلى كابول سفيراً، مبينا انه كان منذ شبابه نصيراً حاسماً للثورة العربية الكبرى، وصوتاً شعرياً عالياً لها.
وبين دراج أن الخطيب أسّس مع غيره حزب «الاتحاد اللامركزي»، الذي التزم بالهوية العربية وغدا عضواً بارزاً في جمعية المنتدى العربي التي أنشئت عام 1909، وطالبت الأتراك بإعطاء العرب حقهم في الحرية والاستقلال وحفظ كيانهم القومي ولغتهم العربية.
واضاف، ان انتساب ووعي الخطيب بهويته القومية، هو الذي دفعه إلى التعلق باللغة العربية، وإلى اختيار الشعر وسيلة للتعبير، متابعاً تقليداً عربياً قديماً، مقترباً من الشاعر المصري سامي البارودي، فهو عرف مصر وتعرّف فيها على شعراء كبار، وتعرّفوا عليه، مثل إسماعيل صبري وأحمد شوقي وخليل مطران.
واشار دراج الى ان الخطيب انتقل إلى الحجاز حيث اتصل بالشريف حسين بن علي، وعيّن وكيلاً لوزارة الخارجية في حكومة «النهضة» عام 1916، حين أعلن الشريف حسين الثورة على الأتراك، فوزيراً للخارجية، مبينا ان الثورة شكلت للخطيب حلماً سعى إليه طويلاً، فأخلص لها ونظم فيها ما شاء من الشعر حتى لقب «بشاعر الثورة العربية» و»شاعر العرب»، ما جعل منه رائداً من رواد القومية العربية وقصيدة الالتزام، أو الشعر الملتزم.
وقال المحاضر انه حين نودي بفيصل الأول ملكاً على سورية، عهد إليه بوزارة الخارجية، وسافر معه إلى لندن لحضور المؤتمر التمهيدي للصلح، وكان معه في مؤتمر فرساي، وغادر سورية بعد الاحتلال الفرنسي عام 1920، وذهب إلى الحجاز، حيث عيّن وزيراً للخارجية في المملكة العربية الهاشمية، ثم صار مستشاراً خاصاً للأمير عبد الله (الملك المؤسس)، وحين احتج البعض على قصائده الوطنية، الموغلة في الغضب، تصدى لهم الملك طلال.