31-03-2016 11:02 AM
بقلم :
مازلت اتذكر تلك القصة والتي حدثت في احدى ولايات الولايات المتحدة الامريكية باوائل السبعينيات من القرن الماضي ,حيث كانت تلك القصة كما رواها لي احد الاصدقاء والذي عاصر كثير من الاحداث بتلك الرقعة من العالم تدور حول رجل امن كان يسمونه بعرفهم العسكري اي الامريكان بالشريف وهي صبغة تطلق على قائد مجموعة امنية او مقاطعة هدفها ضبط الامن بجميع انواعه , كان ذلك الشريف لايتوانى عن تزوير الحقائق واستغلال المحتاجين من مخالفين لكي يحقق مكاسب مادية وحتى انه كان صاحب سمعه ملوثة من خلال بعض عمليات الاغتصاب التي كان يمارسها بين الحين والاخر , الا ان العزيمة الكبيرة والاهتمام المتواصل من قبل اصحاب النفوس الطيبة والنزيهة بالشأن العام بتلك المنطقة والتي كان ذلك السفاح موجودا فيها استطاعوا من ايقافه عند حده وتقديمه للقضاء حيث حكم عليه بالاعدام بعد ان تم تسريحه من وظيفته , اذا فالتسميات غالبا لاتدل على المضامين سواءا للاشخاص او الاشياء الاخرى , فكم من سمي بمؤمن او ايمان وهم في الحقيقته لم يعرفوا او يؤمنوا بوجود الله حتى عند مماتهم وايضا هنالك من سمي بحسن وهو ايضا فارق الحياه ولم يعمل شيئا حسنا او ذكر بصيت حسن , وفي المقابل بالنسبة للاشياء كم من بقاله سميت بالجنة الخضراء وهي ذات جدران قذره وصاحبها يمارس الرذيلة وهكذا ,وكم من مؤسسات سميت باسم المواطن وهدفها سلب المواطن بطريقة او اخرى , لذلك فان اغلب المسميات ليست بالضرورة تعطي صورة حقيقية عن صاحبها او من كني بها او عن مستوى ادائها او انجازاتها ,انا شخصيا تعرفت على رجل من الصحراء الاردنية والتي نفخر كل الفخر بسكانها وكانت مصادفة جميلة جدا حيث تعرفنا لبعضنا برحلة صيد هناك .., كان اسمه " دوخان " ( هنا لن اذكر اسم العائلة )..ولكنني ما وجدته في ذلك الشخص من طيبة وحسن اخلاق ورجولة وكرامة تعانق نفسه الابية, لم الحظها او اتلمسها ببعض من كان اسمهم كريم او مجد او شجاع اوشهم او غيرها من الاسماء الجميلة في المعنى , وكما ايضا قال البدو " الرجال ( مهي بالشوفات) " انا اقول الرجال والنساء مهم بالاسماء" اذا حقيقة لابد من معرفتها يجب علينا اعطاء الالقاب والمسميات كل حسب استحقاقها وليس مجرد مجاملة رخيصة لغاية ماء .., وكذلك فان مايصنع الالقاب الجزيلة هو الممارسة وليست منح من احد لاخر , فعندما سمي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق كان مثلا بصدقه وحسن امانته وعندما سمي بأحمد كان محمودا بين الناس وفي السماء ...اذا لابد من تحكيم ضميرنا عندما نكني فلان بمسمى معين او حتى عندما نحاول مدح احد ونعطيه صبغة ماء,هذا باختصار ..