31-03-2016 04:46 PM
سرايا - سرايا - اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه مستعد لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال توفرت “رغبة شعبية” وذلك خلال مقابلة اجراها مع وكالة ريا نوفوستي الروسية ونشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) الخميس.
وقال الاسد “هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة، إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لدي مشكلة. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة”. واضاف “بالمبدأ أنا لا توجد لدي مشكلة، لأن الرئيس لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي، وإذا كان لدى هذا الرئيس دعم شعبي فيجب أن يكون مستعدا دائما لمثل هذه الخطوة”.
ولفت الأسد في نفس الوقت إلى أن مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لم يُطرح خلال العملية السياسية الحالية في جنيف.
وأضاف أنه “الأفضل بالنسبة لنا في سوريا على ما اعتقد هو أن ينتخب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان، لكي يكون أكثر تحررا من تأثيرات القوى السياسية المختلفة، لكي تكون علاقته خاضعة فقط للحالة الشعبية العامة”.
ميدانيا، وفيما يخص تحرير مدينة تدمر، اعتبر الأسد، في الجزء الجديد من مقابلته مع وكالة “سبوتنيك”، الذي نشرته الخميس 31 مارس/آذار، أنه “بعد مرور يومين على تحرير مدينة تدمر، فإن عدداً من الدول المفترض بأنها معنية بمكافحة الإرهاب أو جزء من التحالف الدولي الأمريكي لمكافحة الإرهاب حتى الآن لم تعلن موقفاً من تحرير تدمر، وأنا أريد أن أكون واضحاً بالدرجة الأولى.. النظامان الفرنسي والبريطاني، لم نسمع منهما أي تعليق”.
وأوضح أن “هناك أسبابا لذلك: أولا لأن احتلال تدمر من قبل الإرهابيين منذ أقل من عام كان دليلا على فشل التحالف وعلى عدم جديته في مكافحة الإرهاب، وخاصة مكافحة داعش، وأيضا تحريرها الذي تم بدعم روسي، كان هو الدليل الآخر على عدم جديتهم (…) الجيش السوري مصمم على تحرير كل منطقة، الدعم الروسي كان أساسيا وفعالاً للوصول إلى هذه النتيجة، دعم الأصدقاء في إيران أيضا بالإضافة لحزب الله، وهناك أيضا مجموعات أخرى سورية تقاتل مع الجيش.. طبعا بعد تحرير تدمر لابد أن نتحرك إلى المناطق المحيطة التي تؤدي إلى المناطق الشرقية كمدينة دير الزور.. وبنفس الوقت بدء العمل باتجاه مدينة الرقة التي تشكل الآن المعقل الأساسي لإرهابيي داعش”.
كما ذكر أنه يتم الالتزام عموما بالهدنة في سوريا حيث ألقت العديد من المجموعات المسلحة سلاحها وانتقلت إلى النشاط السياسي.
ومنح الهدنة في البلاد علامة فوق الجيدة لم يتوقعها كثيريون.
وقال الرئيس السوري بخصوص اللاجئين إن الدول الأجنبية لا تفعل شيئا جديا إزاء حل هذه الأزمة، مشيرا إلى أن “المشكلة الأساسية هي الإرهاب، فيجب أن نقوم بمكافحته على المستوى الدولي.. هو مدعوم بشكل مباشر من تركيا، ومن العائلة السعودية المالكة، وجزء من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا، وباقي الدول تنظر، تشاهد، لا تقوم بعمل جاد”.
وأضاف أن “الهجرة ليس سببها فقط الإرهاب والوضع الأمني، وإنما الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على سوريا (…) بالنسبة لنا كدولة، لا بد من القيام بأعمال ولو أولية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي في سوريا، وهذا ما نقوم به الآن بالنسبة لإعادة الإعمار”.
أما بالنسبة لتعريف المرحلة الانتقالية، فأكد الأسد أنه “لا يوجد تعريف لها. نحن بالنسبة لنا في سوريا نعتقد بأن تعريف مفهوم الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى دستور آخر، والدستور هو الذي يعبّر عن شكل النظام السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة. فإذاً المرحلة الانتقالية لابد أن تستمر تحت الدستور الحالي، وننتقل للدستور القادم بعد أن يصوت عليه الشعب السوري (…) والشكل الانتقالي، هو حكومة مشكلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية، معارضة، مستقلين، حكومة حالية، وغيرها. الهدف الأساسي لهذه الحكومة العمل على إنجاز الدستور، ثم طرحه على السوريين من أجل التصويت، ولاحقاً الانتقال للدستور المقبل. لا يوجد شيء في الدستور السوري، ولا في أي دستور دولة من دول العالم اسمه هيئة انتقالية. هذا الكلام غير منطقي وغير دستوري”.
كما اعتبر أن وجود عدد كبير من المرشحين في الانتخابات البرلمانية يعكس مستوى قوي للتأييد الشعبي، ورغبة السوريين في تعزيز شرعية دمشق والدولة.
وتابع أنه “يتم تصوير وقوف روسيا ضد الإرهاب على أنه وقوف مع الرئيس أو مع الحكومة السورية، وبالتالي هو عقبة في وجه العملية السياسية. ربما كان ذلك صحيحا لو أننا كنا غير مرنين منذ البداية، ولكن لو عدت إلى سياسة الدولة السورية منذ خمس سنوات، نحن استجبنا لكل المبادرات التي طرحت من دون استثناء ومن كل الاتجاهات، حتى ولو لم تكن صادقة، الهدف هو أننا لا نريد أن نترك فرصة إلا ونجربها من أجل حل الأزمة”.
وردا على سؤال حول وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضي سوريا مستقبلا، قال الأسد: “إذا تحدثنا عن المرحلة الحالية، مرحلة الإرهاب، نعم، بكل تأكيد نحن بحاجة لوجودها لأنها فاعلة في مكافحة الإرهاب، حتى ولو عاد الوضع في سوريا من الناحية الأمنية مستقرا. فعملية مكافحة الإرهاب ليست سريعة أو عابرة. الإرهاب انتشر عبر عقود في هذه المنطقة وبحاجة لفترة طويلة لكي تتم مكافحته (…) وحتى ذلك الوقت، حتى تستعيد الأمم المتحدة دورها الحقيقي، القواعد العسكرية ضرورية، لنا، لكم، للتوازن الدولي في العالم، هذه حقيقة سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، ولكنها الآن هي حالة ضرورية”.
واستطرد مؤكدا “أنا أتحدث فقط عن روسيا، لا يوجد دولة أخرى، لأن علاقتنا مع روسيا عمرها أكثر من ستة عقود وهي مبينة على الثقة والوضوح، ومن جهة أخرى، لأن روسيا تستند في سياساتها إلى المبادئ، ونحن نستند إلى المبادئ، لذلك عندما تأتي قواعد عسكرية روسية إلى سوريا فهي ليست احتلالاً، بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة، وتعزيز للاستقرار والأمن، وهذا ما نريده”.
وبصدد احتمال تسليم دمشق منظومات الدفاع الجوي “إس-400″ الروسية، المتمركزة حاليا في قاعدة “حميميم”، ذكر الرئيس السوري أنه لا يدور حديث عن ذلك بعد.
وأكد أن دمشق غير مهتمة باستيراد أسلحة استراتيجية من روسيا، بل هي بحاجة لأسلحة متوسطة وخفيفة في هذه الظروف لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وشدد تعليقا على اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الامتناع عن الوجود الأجنبي العسكري في سوريا على أنه لا أحد يستطيع منعنا من دعوة قوات أجنبية.
ولفت إلى أنه بعد القضاء على الإرهابيين ستقوم روسيا بنفسها بتقليص وجودها العسكري في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
كما رأى الأسد أن إدخال قوات حفظ سلام إلى سوريا مستحيل وغير منطقي لأن هذا يتم أولا من خلال اتفاق مع الدولة السورية، وثانيا لأن هذه القوات ستصطدم بمجموعات مسلحة مشتتة تظهر وتختفي، تتوحد وتتفكك.
الاعتداء على الطائرة الروسي هو اعتداء على سوريا
وأكد الأسد أن “الاعتداء على الطائرة الروسية في الأجواء السورية هو أيضاً عدوان على سوريا لأن هذه الطائرة كانت في أجوائنا، وبالتالي تحت السيادة السورية. كل هذه الأشياء يقوم بها (أردوغان) منذ البداية، بالإضافة للتصريحات التي تعبّر عن التدخل في الشؤون الداخلية. كل ما قام به أردوغان هو عدوان بكل معنى الكلمة، فنستطيع أن نقول إننا فقدنا الصبر وفقدنا الأمل منذ وقت طويل بأن هذا الشخص قد يتغيّر، ولكن اليوم الحرب على أردوغان وعلى السعودية تكون من خلال ضرب الإرهابيين (…) فعندما تضرب هؤلاء الإرهابيين في سوريا فهذا يؤدي إلى هزيمة أردوغان بشكل مباشر.
وقال إنه “بالنسبة لتركيا بالدرجة الأولى، وبالنسبة للسعودية، فهم منذ الأسابيع الأولى وربما الأشهر الأولى في الحرب على سوريا تجاوزوا كل الخطوط الحمر، كل ما قاموا به، منذ البداية يعتبر عدواناً، عدوان بشكل سياسي، أو بشكل عسكري عن طريق دعم الإرهابيين وتسليحهم، أو عن طريق العدوان المباشر برماياتهم المدفعية وأحياناً بخروقهم العسكرية”.
وتابع عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه “أولا يقوم بدعم الإرهابيين بشكل مباشر، يسمح لهم بالتنقل داخل الأراضي التركية للقيام بمناورة عسكرية بدباباتهم، وليس فقط كأشخاص، يقدم لهم الأموال عن طريق السعودية وقطر، طبعاً عبر تركيا، يقوم ببيع النفط الذي يسرقه “داعش”، بنفس الوقت كان يقوم برمايات مدفعية تجاه الجيش السوري عندما كان يتقدم لكي يدعم الإرهابيين. كان يرسل إرهابيين من الأتراك ليقاتلوا مع الإرهابيين الآخرين في سوريا، وهذا الشيء مستمر”.