02-04-2016 09:47 AM
بقلم : عبدالحميد الهمشري
هذا هو حال العرب يتقلبون على صفيح ساخن ، جراء ممارسات صهيو استعمارية وأطماع إقليمية من دول الجوار العربي من شرقيه إلى غربيه ومن شماله إلى جنوبه ومن صراعات إثنية ومذهبية في بعض مجتمعاتهم تؤججها جماعات أو حركات مرتبطة بأجهزة الاستخبارات الصهيو غربية ، تلك الممارسات مستمرة ضد تطلعات شعوب المنطقة في العيش الهانئ والرغيد وبأمن وأمان واستقرار حلم كل شعوب الأرض .. وتتمثل تلك الممارسات باعتداءات متواصلة على حدودهم والتدخل بشؤونهم الداخلية وفرض سياسة الأمر الواقع عليهم للقبول بالممارسات الصهيونية ضد مقدساتهم في فلسطين سواءً في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة أوباقي الأماكن المقدسة إسلامياً ومسيحياً هناك ، والتعدي أو الاستيلاء على أراضيهم المتواصل عنوة والذي يجري ضمن قواعد وأسس مبيتة وفق استراتيجيات مرسومة تعتمد على نشر روح الفوضى في مختلف أرجاء العالمين العربي والإسلامي .. وفي فلسطين يقوم على قضم المزيد من الأراضي لبناء "مغتصبات" مستوطنات عليها ، لحين الانتهاء من هضم ما يتم قضمه منها تتم العودة لقضم أجزاء جديدة وهكذا تبقى العملية مستمرة في ذات النهج والأسلوب ليجد الفلسطينيون أنفسهم في نهاية المطاف وقد جردوا من جل أملاكهم إن لم تكن كلها وقد أحيطت تجمعاتهم السكانية بـ " مغتصبات " مستوطنات ، لا يستطيعون الدخول إليها أو الخروج منها إلا بتنسيق مسبق مع سلطات الاحتلال أو من قاطني هذه المغتصبات أو من رعاة المشروع الصهيو استعماري .. ناهيك عما يقوم بها المستوطنون من جنود الكيان الصهيوني الغاصب من تجاوزات بحق السكان وفق سياسة ممنهجة تسير عليها عصاباتهم وبتوجيهات مباشرة من قياداتهم السياسية والعسكرية وبدعم متواصل حبله ممتدة جذوره من البيت الأبيض الأمريكي وحتى مراكز القرار في دول الاتحاد الأوروبي التي تأتمر بالمتربع على تسيير الأمور في واشنطن ، في ظل عجز عربي وإسلامي في مواجهة ما هو مخطط وما يرسم لهذه المنطقة برمتها وذلك بهدف تفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين ونشر الفوضى في ربوع الوطن العربي بأكمله خدمة للمشروع الصهيو- استعماري الذي يسعى لترويض المنطقة برمتها لتكون الملعب الرئيسي وساحة للصراع الدولي الدائم تجعل من كياناتها في صراع متواصل مع ذاتها في محاولة لدرء الخطر عن نفسها بافنعال أزمات بين مكوناتها تشغلها عن مجرد التفكير في كيفية رد كيد الكائدين من ساديي هذا العالم الذين يتلذذون بما يلحق بشعوب العالمين العربي الإسلامي من أذىً ومصائب جراء سياساتهم الغادرة الحاقدة ، آخذين بمبدأ الميكافيلية في منهجيتهم التي تقوم على فرض الهيمنة بكل السبل المتاحة وغير المتاحة والتي تعتمد نظرية " الغاية تبرر الوسيلة " بمعنى عدم النظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف المنشود فالغاية وفق هذه النظرية تبرر الوسيلة ما دام يخدم تطلعات صاحبها دون النظر لما يلحق بالآخرين من أذى ..
العرب والفلسطينيون وعوا وأدركوا منذ البداية بالمخاطر المحدقة جراء هذه الهجمة البربرية ، لكنهم لم يحسنوا كيفية التعامل معها لرد هذه الهجمة القذرة والتي يستند أصحابها لفرض إراداتهم على الغير لتحقيق هيمنتهم المطلقة التي يسعون إلى تحقيقها مستندين في ذلك على مبدأين ، الأول يكون باتباع سياسة فرق تسد لخلق قلقلة في الاستقرار المحلي في كل كيان فيها والمبدأ الثاني استخدام قانون شريعة الغاب الذي يمنح القوي فرض إرادته على الضعيف منهجاً في الوصول إلى الغايات والأهداف فالحق بموجب هذه الشريعة منصوب بين أسنة الرماح وحد السيف لا العدل وبث روح الفرقة بين مختلف منابت وأصول مكونات مجتمعاتها .. فسعى وأقصد هنا أصحاب الشأن من عرب ومسلمين إلى درء تلك الأخطار عن كاهلهم واتقاء شرور الأشرار عنهم بالمداهنة تارة والرضوخ للأمر الواقع تارة أخرى لحين تغيير قواعد اللعبة التي لا يعلم بأمدها غير رب العباد الذي لا يورث الأرض ، إلا لمن يستحق الحياة عليها ، ويهب العزة والمنعة فقط لمن يسعى إليها ويكافح من أجل الوصول إليها فالله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فمبدأ التغيير يبدأ أولاً من ذات الإنسان ليحصل التغيير نحو الأفضل .. والله من وراء القصد.