حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28233

امبراطوريات الشر

امبراطوريات الشر

 امبراطوريات الشر

02-04-2016 10:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
لا يمكن لأي إنسان أن يحرف التاريخ ،فالتاريخ يبقى له بصمات اثر على حاضره من البشر والحجر، فكل امة من الأمم الحاضرة تعلم بقصة سفينة نوح عليه السلام وتعلم أسماء وقصص الأنبياء والمرسلين وفترات تواجدهم، وتعلم أسماء ملوك وقياصرة الإمبراطوريات وخلفاء الخلافة الإسلامية في المشرق والمغرب ، وتقرءا شواهد تاريخ نهج وتواجد كل أمة من خلال الأثر في الحجر ومن خلال بصمتها على الأمم الأخرى ، الأمر الذي يحدد دور واثر كل امة على تطور الحضارة أو انهيارها كون أن معظم الأمم قد تناوبت على قيادة مرحلة من مراحل تاريخ البشرية،حيث انتهت هذه المناوبة في قيادة الأمم عند الأمم الأوروبية المجتمعة التي ميزت تاريخ البشرية بالصبغة الأوروبية الداخلية وهي العنف والحروب ونظام الإقطاع والاستعلاء بمنهج السادة والعبيد حيث تشكل منها النظام الرأسمالي ..........
إن من يقرءا تاريخ أوروبا الداخلي يجد انه ملطخ بدماء الحروب من الإمبراطورية الإغريقية و الرومانية إلى الحروب التي سميت بالحروب العالمية ولكنها في الحقيقة حروب داخلية على المصالح والسيطرة التي انتهت بتقسيم كعكة النصر وإعادة استعمار ما تبقى من العالم الذي تم تحريره من قبل الخلافة الإسلامية حيث تم استعمارهم أثناء فترة الإمبراطوريات الاستعمارية من (القرن السابع عشر إلى التاسع عشر)التي استعمرت الأمريكيتين واستراليا وافريقا وهاجر إليها الأوروبيين حيث أبادوا معظم سكان تلك القارات واستعباد ما تبقى منهم.إقراء إن شئت رواية الجذور...........

لهذا فان من يقراء تاريخ العالم اليوم كأنما يقراء تاريخ أوروبا وامتدادها إلى عدة قارات، يشعر بالاشمئزاز من تاريخ بدايته ملطخ بدماء القتل والاستعباد والقهر والتعذيب، مجتمعات قائمة على الفكر المادي، توحدت من اجل المصالح الاستعمارية، ونهب الثروات والتحكم وإبقاء الشعوب الأخرى متخلفة مستهلكة مصيرها مرتبط بإرادتهم ............
إنني بهذا الحديث لا أتجنى على التاريخ الأوروبي الداخلي ودوره على تاريخ البشرية ، حيث أن معظم مراحل تاريخ البشرية كانت ضمن رغبة الهيمنة الأوروبية على العالم فما قلته ليس إلا سرد لتاريخهم من خلال بصماتهم المؤلمة على تاريخهم و تاريخ البشرية ..........
فقد حاربوا الإنسان في لغته وفكره حيث الأثر واضح على شعوب نسيت لغتها وشعوب تربت على أن تكون عبيد ، فنهبوا ثروات وخيرات الأمم بالقوة والجهل فالسادة تطعم العبيد، ،وورثوا الأرض وأورثوها، حيث امتد هذا الفكر من عهد بلفور وما قبله إلى ورثته المعاصرين في بلاد تدعي الديمقراطية ونصرة حقوق الإنسان الذين يتسابقون في منافساتهم الدعائية أمام منتخبيهم بالسماح للكيان الصهيوني بزيادة عدد قتل أطفال غزة ،وبوعد الكيان الغاصب بالسماح له بضم الجزء الشرقي من القدس،وكذلك الوعود بطرد المسلمين من كيانهم ، وحكموا العالم بفرض الفكر المادي الرأسمالي حتى أصبحت معظم دساتير العالم منبثقة من دستور النظام الرأسمالي القائم على الحرية حرية السيد في التضليل والقتل واغتصاب أوطان العبيد وتقسيمها وزرع الفتن فيها ........
إن من يقراء تاريخ الحضارة الإسلامية أو الإنسانية حيث توحد في ظلها العديد من الأمم كونها تقوم على مبادئ القيم والعدل وتحرر الإنسان من العبودية حيث يحكم جميع الناس بقوانين سماوية يتساوى الجميع في ظلها،، يجد سبب العداء لها من قبل النظام الرأسمالي ومبادئه المادية ...........
لهذا فان تاريخ العداوة مع الإسلام تاريخ طويل يعبر في مجمله عن الخوف من الفكر ،لهذا فان طابع العداوة منذ البداية اعتمد على التشكيك والتضليل والتخويف ،فقد اتهم الإسلام بدايتا بالتخلف وعدم العدل ونقد طرق القصاص فيه من خلال كتاب ومؤلفين التضليل ،واتهام فتوحاته أنها تمت بحد السيف ومن ثم اتهامه بالإرهاب دلالة على حلول ساعة المواجه من طرفهم .............
أما الإجابة على هذه الاتهامات فالواقع هو من يجيب عليها إجابة الحق على الباطل ،ومن عقر دار من يتهموه حيث ينتشر الإسلام بشكل واسع رغم المؤامرات ومحاولات تشويه صورة الإسلام المستمرة لإبعاد الإنسان الغربي الذي اكتوى بنار الفكر المادي لأنظمته الرأسمالية ، وشهادة علماء الغرب في دور الخلافة الإسلامية في تقدم أوروبا علميا حتى أنهم تمنوا لو أن الفتوحات قد جاءت في وقت أبكر لما قدمته الحضارة الإسلامية لأوروبا مكنتها من النهضة العلمية وكذلك شهادة بعض اليهود أن أفضل مراحل حياتهم كان في عصر الخلافة الإسلامية، وكذلك من خلال الأمم التي دخلت الإسلام منذ نشأته حيث مازالت على إسلامها بل أن بعضها متمسك بإسلامه أكثر من العرب مصدر الدعوة ........
أما بالنسبة للإجابة على اتهام الإسلام بالعنف والتخلف والجواب من خلال منهج الإسلام في فترة الخلافة التي قامت على الفكر العقائدي الإيماني الصحيح في ضبط الحياة المادية ،من خلال ضبط الإنسان منهج سلوكه ومحاسبة ومراقبة نفسه ، وتسخير المادة في تحقيق القيم الإنسانية ،حيث اكتمل الأمن والأمان والعدل والذي شمل غير المسلمين وهم في ظل الخلافة ، لتكتمل الأسس التي تقوم عليها الحضارة،فقيمة الإنسان تقاس بالقيم والعمل الصالح ، في حين أن منهج الرأسمالية يقوم على الفكر العقائدي المادي الذي يتحقق بتسخير القيم لتحقيق المادة ، حيث يغيب الشعور الإنساني لمحاسبة النفس وتصبح قيمة الإنسان قيمة مادية يختل فيها حتى ترابط الأسرة، وهذا الفكر تم ويتم تسويقه من خلال نشره عبر شاشات الأفلام في التلفاز والسينما، لترويج ثقافة الحرية المادية المطلقة في نهج الإنسان الاجتماعي والاقتصادي وفرضها على الشعوب التي تم إفقارها من خلال مصيدة صندوق البنك الدولي مما يعني أن النظام الرأسمالي هو من يفرض نفسه على الآخرين بالقوة والتضليل والتخويف من العنف الإسلامي الذي تم صنعه بالمؤامرات والمال من خلال فئات قلية مارقة على الدين ومن خلال فئات من أصول متعددة جاءت من أوروبا ، ومن توظيف الفتن سياسيا ، مؤامرة الهدف منها تشويه سمعة الدين والحد من انتشاره في الغرب الذي أصبح يشكل خطرا على نتائج الانتخابات في العالم الرأسمالي، كما استغلت مؤامرة تدمير الأبراج في محاربة الفكر الإسلامي في عقر داره .........
أن من يقراء القران الكريم ويتدبره يجد فيه هذه العداوة والحقد والغل ، كما يجد فيه مصير إنفاق أموالهم وما تتكلم به أفواههم وتكتب أقلامهم في سبيل صد الناس عن هذا الدين ،و لن ينالوا إلا الحسرة عليها ،كما أن فتنتهم ستكون من عقيدتهم المادية لحبهم لها،حيث تختلف القلوب عندما تتنافس على المصالح والمكاسب ،كما اختلفت من قبل وأعظم ، فتصبح الحروب العالمية السابقة لا تذكر أمام حروبهم المنتظرة .........
كذلك يجد فيه ذكر المنافقين وأوصافهم وجزائهم في مرض قلوبهم ،ويجد فيه توجيه وتحذير للمؤمنين حيث الجزاء من جنس العمل دين يقوم على منهج واحد لا يحابي أحدا وحتى المرسلين وسيبقى منارة يهدي البشرية للخير والحب..........








طباعة
  • المشاهدات: 28233
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم