03-04-2016 10:37 AM
سرايا - سرايا - مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ظهر أمس حفل افتتاح متحف الحياة البرلمانيّة، الذي نظّمته وزارة الثقافة بحضور عدد من الشخصيّات النيابية والدبلوماسيّة والمؤرخين والمهتمين بتطوّر الحياة البرلمانيّة في الأردن.
وأكّد الطراونة أهميّة تعريف الأجيال بالإرث التاريخي والسياسي للدولة الأردنيّة، معرباً عن تقديره لوزارة الثقافة والجهات ذات العلاقة التي شكّلت فريق عمل متواصل لإظهار هذا الصرح الحضاريّ بكافّة جوانبه.
وقال، لـ(الرأي) إنّ القيمة الحقيقيّة للمتحف في أنّه يمدّ الباحثين والزوّار بالمعلومة والصورة التي تضعنا بجوّ المؤسسة البرلمانيّة التي تعطي فكرةً حيّةً عن جملة التطورات المصاحبة لهذه المؤسسة العريقة، بما تشتمل عليه من أرضيّة خصبة لاستنطاق ذلك الأرث بين الأمس واليوم.
وفي الحفل، الذي أداره الإعلامي صدام المجالي، انطلقت وزيرة الثقافة في كلمتها من تزامن الافتتاح باحتفالات المملكة بمئويّة الثورة العربيّة الكبرى وذكرى انعقاد أولى جلسات المجلس التشريعي الأردني الذي يصادف الثاني من نيسان لعام 1929، مستذكرةً جيل الرواد والرعيل الأول من صنّاع السياسة الأردنيّة.
وأعربت مامكغ عن سعادة وزارة الثقافة بإشرافها على هذا الصرح التاريخي العريق بوصفه يمثّل المرجع الأوّل للمكتبة السياسيّة وسجلّها الوطنيّ الزاخر بالموروث السياسيّ والبرلماني، ويشير إلى أنّ الثقافة ركنٌ مهم في العمل السياسي، مستعيدةً فكر الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين سياسيّاً ومثقفاً وأديباً وشاعراً، كما قرأت مامكغ نجاح الحياة السياسيّة والبرلمانيّة وفق النهج الديمقراطيّ المتوازن والمواكب لمستجدات العصر، وما يمثّله المتحف كونه مدرسة في العلوم السياسيّة والبرلمانيّة في فترة كانت تعجّ بالأحداث الجسام والحراك السياسيّ والنضوج الحزبي.
وألقت الضوء على جهود الوزارة في العناية بهذا المعلم الحضاري الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الأردن السياسيّ والبرلماني والاجتماعي من عام 1947-1979، متحدثةً عن تجهيزه بشقيه المعماري والمتحفي بما يحمله توقيت افتتاحه من دلالة. كما قدّمت مامكغ إيجازاً عما تقوم به الوزارة في نشر الحركة الثقافية وترسيخ قيم الوعي والتنوير والحوار.
وفي إطار الحفل، الذي اشتمل على جولة اطلع خلالها الضيوف على قاعات المبنى وما يتوافر عليه من صور وأرشيف وتسجيلات للمغفور لهما الجد المؤسس عبدالله الأول والحسين بن طلال، أكّد عدد من الحضور لـ(الرأي) ما يشكّله المتحف من ذاكرة حيّة هي محط اعتزاز أردني متواصل، فقد انطلق النائب عدنان السواعير من الرحلة الثقافية السياسيّة منذ مئة سنة، مستذكراً أول تجربة برلمانيّة عام 1908 تمّ فيها تمثيل الأردن في مجلس المبعوثان العثماني، متحدثاً عن تطوّر البرلمان الأردني والحقب المهمّة في هذا السياق، داعياً إلى فتح أبواب المتحف لكلّ المدارس وطلاب الجامعات والناشئة ليقرأوا تاريخ بلادهم السياسي من خلاله، مهتمّا ً بالتوثيق الجاد للحياة البرلمانيّة والحزبيّة والسياسيّة بوجه عام.
كما أعرب زوار ودبلوماسيّون عرب عن إعجابهم بالمتحف وما يمثّله من أرشيف جدير بالاستذكار، فقد كتب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام سموّ الشيخ راشد بن حمد الشرقي في سجلّ الزوّار، معرباً عن تقديره لأن يتبع وزارة الثقافة، وعن سعادته للتعرف على الحياة البرلماينّة الأردنية من خلال هذا الصرخ التاريخي المميز الذي هو مرآة لمدى عمق التجربة السياسيّة الأردنيّة التي بناها الأجيال تلو الأجيال.
كما استذكرت المهندسة المعمارية من وزارة الأشغال رنا الشنابلة الجهود المتواصلة في تصميم المبنى والحفاظ على روح الموجودات وبنيته المعماريّة وتأهيل بعض جوانبه واحترام المادة الحقيقيّة لكلّ مكوناته.
وكان الحفل افتتح بفيلم قصير وضع الجمهور بصورة التطور البرلماني في الأردن، وبدايات الدولة الأردنية، والجهود الأولى في التأسيس والاستقلال.
الرأي