04-04-2016 10:21 AM
سرايا - سرايا - أكد أمين عام مجمع اللغة العربية د. محمد السعودي أن اللغة هُوية وليست الهوية لغة، بمعنى أن اللغة ليست المقوم الوحيد للهوية، وإن كانت من اهم هذه المقومات وأشدها خصباً وعمقاً وتركيباً، مشيرا الى أن العلاقة بين اللغة والهوية هي علاقة الخاص بالعام ، لان الهوية أعم من اللغة؛وللهوية تجليات عديدة غير اللغة إذ إنها ببساطة متناهية ليست سوى تلك القواسم المشتركة أو القدر المتفق عليه بين مجموعة من الناس، وهو ما يميزهم ويوحدهم.
وأضاف السعودي خلال محاضرة القاها مساء امس الاول في المركز المجتمعي المسكوني في أم السماق عن «اللفة والهوية والشباب»وادارها د. مهند المبيضين، أن دور الكنيسة والاديرة عبر العصور الماضية كان دورا مهما وبارزاً في التنوير الثقافي والتاريخي والحفاظ على اللغة العربية.
وأشار السعودي اننا نعيش حاليا محنة وطن مغتصب ، حيث كشفت جمعية الثقافة العربية داخل أراضي 48 أن إسرائيل تمعن في قتل اللغة العربية بغية ضرب هوية الأجيال من خلال إعتماد مناهج تغرف التلاميذ بالاخطاء وتستبدل مضامين وطنية وقومية بأخرى يهودية.
وانتقد السعودي الدور السلبي الذي تنتهجه بعض القنوات الفضائية تجاه الشباب متسائلا عن تبعية العرب في البرامج The voice,و Star academy وغيرها ومن هم هؤلاء الذين يقودون الامة؟ وأين رجال الدين والعلماء والمدارس والجامعات ومراكز البحوث ؟ واين الإعلام الرسمي ؟ ولماذا هم مغيبون عن تعاملهم مع الشباب؟ حيث اقتحمت هذه البرامج واقع الشباب بمنهجية مقززة.
وطالب السعودي بضرورة البدء بمراجعات في فلسفة النظرة للشباب من قبل الحكومات والمجتمعات ، ، خاصة وأن «ثورات الربيع العربي» بدأت بهم وانتهت بهم ايضاً، مشيرا الى أن هناك فكرا مضادا جديدا يقوم على العودة للتراث مقابل أخطاء امريكا وتجاوزات اوروبا ، وإشاحة الحكومات وحهها عن الشباب ولو لم يكن هذا صحيحا.. ماذا يعني ظهور فنون الخط العربي من جديد؟! وبماذا يمكن أن يفسر نقش الحرف العربي على الاقمشة ؟! وبماذا يعلل رواج كتابة سوق القصص العربي الخاص بالاطفال..؟! مبينا ان ذلك هو التدافع التي بشرت به الاديان، ولا بد من زوال هذه الطبقة المتغطرسة على الامة.
وأشار الباحث السعودي الى أن التوافق المسيحي الاسلامي في بغداد ودمشق والاندلس والقاهرة، اصبح اليوم تصفية وجهلا وتشكيكا للادوار، وان ما يفزع منه الغرب اليوم هو الإنكباب على تعلم اللغة العربية في العالم، مطالبا بعدم الاستماع الى الذين يتشدون يوميا من ان اللغة العربية تشهد حالات انتحار في حين أثبتت الدراسات الغربية المستقلة ان معظم اللغات ستندثر بعد 2050، وسيتجه العالم للحياة بخمس لغات منها العربية؟؟. وتساءل السعودي قائلا: « لماذا لم يقل لنا هؤلاء إن العربية بعد 2014 قفزت من 15و 20% على الفيس بوك الى 67% ؟ وإن المؤشرات كلها تدلل على حماس أبناء هذه اللغة لها. كما تطرق السعودي الى أن مجمع اللغة انتهى من وضع مسودة قانون حماية اللغة العربية الاردني حيث سيتم المباشرة في تطبيق القانون والذي من اهم بنوده:
إجراء امتحان الكفاية للغة العربية لكل متقدم للوظائف الحكومية ، والزام المعلمين في مراحل التعليم العام واعضاء هيئة التدريس في التعليم العالي باستخدام اللغة العربية في التدريس، وتغليظ العقوبات على المخالفين.