-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17213

التكوين الثقافي للمذيع محاضرة للاعلامي الدباغ في البحر الميت

التكوين الثقافي للمذيع محاضرة للاعلامي الدباغ في البحر الميت

التكوين الثقافي  للمذيع محاضرة للاعلامي الدباغ في البحر الميت

06-04-2016 10:02 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - نص محاصرة ألقاها هشام الدباغ في مؤتمر الإعلاميين في فندق ماريوت في البحر الميت فقال:
ثمة اشتراطات لا مندوحة عنها كي يتمكن المذيع من تحقيق نجاح جماهيري ولعل من أهم هذه الاشتراطات حذق ما يسمى اللغة الإعلامية ..واللغة الإعلامية التي تحقق جدواها وقدرتها على التأثير من خلال اعتمادها بصورة جوهرية على أرضية ثقافية بجميع أشكالها ومظاهرها بحيث يجب على المذيع أن يقرا كل مايقع تحت يديه من معلومات كي يتسلح بأدوات معرفية وثقافية على أعلى مستوى.
ولابد من التأكيد في هذا السياق أن الحوار الذي يجريه المذيع مع الآخرين يجب أن تحتضنه اللغة الإعلامية الرفيعة المستوى والمحتوى حوار يتضمن الرأي والرأي الآخر، الموقف والموقف المضاد، الرؤية والرؤية المعارضة، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية. لذلك أنا انصح المذيع الناشئ أن يخضع لدورات تدريبية تركز على الأتي:
1. تمارين عملية في فن الخطابة للوقوف على مدى استيعاب المذيع وقدرته على التنفيذ.
2. إرشادات في كيفية جذب انتباه المستمعين والمحافظة على اهتمامهم
3. كيف يصبح المذيع متكلماً مقنعاً وناجحاً ومحاورا بارعا .
4. نصائح لبناء وتأكيد الثقة بالنفس للوصول إلى مقابلة ناجحة مع الضيوف.
5. نصائح للتعامل مع المواقف الحرجة الطارئة .
6. السيطرة على الذات والتوتر النفسي .
7. إتقان اللغة العربية اتقانا تاما قراءة وكتابة وإعدادا
اللغة الإعلامية بين الفصحى والعامية :
لابد من طرح سؤال مهم حول قضية الفصحى والعاميات في الإعلام الإذاعي والتلفزي على وجه التحديد، لأن الفصحى في المطبوع لم تزل لغة مهيمنة حتى الآن .
تساؤل ينتظر جوابا:
لماذا اقترن ظهور وتطور وسائل البث الإلكتروني بجنوح اللغة الإعلامية إلى الاستعانة بالعاميات في العديد من موادها في أغلب موادها أحياناً، ولماذا تشهد الفصحى ترجعا مطردا في جميع البرامج الإذاعية والتلفزية، باستثناء البرامج الإخبارية التي لم تسلم هي الأخرى من غزو العاميات ؟
يقول بعضهم إن طبيعة هذه الوسائل التي انبعثت فيها الصوت الإنساني بعد قرون طويلة من الإعلام الجماهيري الصامت، والتي قرنت هذا الصوت بالصورة المتحركة والملونة، والتي اخترقت المكان وابتلعت الزمان، قد صنعت جمهورا إعلاميا يحتوي شرائح أمية وشبه أمية أبجديا ومعرفيا وثقافيا، مما جعل الفصحى تشكل حائلا اصطلاحيا وتواصليا وتأثيريا لا يمكن تخطيه إلا باللجوء إلى العاميات التي تضفي على العملية الاتصالية للإعلام المسموع والمتلفز وضوحا وحميمية وفعالية تحقق الأهداف الجوهرية للإعلام الجماهيري.
إن أكثرية الإذاعات والتلفزات التي تدخل العاميات إلى أغلي موادها تعتقد أن استخدامها هي الوسيلة الأفضل لاستقطاب مزيد من الجمهور الإعلامي العربي في الأوساط التعليمية والثقافية الدنيا. ولعل مصر ولبنان هما البلدان العربيان الأكثر استخداما للعاميات الموجودة لديهما، الأولى في محاولة لتعليم لهجتها واستبدالها باللغة الفصحى استنادا إلى تراث سينمائي عريق استطاع نشر هذه اللهجة في جميع العالم العربي، والثانية لاعتقادها أن العصرنة والتطور ومحاكاة الأمم الأكثر تقدما تستوجب الابتعاد عن الفصحى واللجوء إلى العاميات، رغم أن جميع البلدان المتقدمة تستخدم لغاتها الفصحى فحسب في موادها الإذاعية والتلفزية، بما فيها الأعمال الفنية كالدراما والمسلسلات والبرامج الترفيهية.
ويعتقد البعض أن محاولة تسييد العاميات في الإذاعة والتلفزيون ينطوي على مؤامرة يحيكها أعداء العرب والمسلمين لتبديد اللغة العربية الفصحى التي تعد عاملا تاريخيا وتراثيا أساسيا في دفع العالمين العربي وإسلامي نحو التوحيد والانصهار. ولكن بعيدا عن نظرية المؤامرة وما تنتجه من طروحات اتكالية وذرائعية، فإن ثمة محطات إذاعية وتلفزية عربية تتعمد ترويج العاميات على حساب الفصحى، انطلاقا من خلفيات سياسية وفكرية وعقائدية مناوئة للأطر القومية والإسلامية بصورة عامة. ولكن هذه المحطات تشكل قلة في المنطقة وخارجها.
4) لابد من الإشارة في هذا السياق، أن تمسك بعض الأوساط الثقافية والأكاديمية بحرفية اللغة العربية التراثية إلى حد التعصب والتزمت ، ورفض هذه الأوساط حتمية مواكبة اللغة للتطور المجتمعي والتقدم الثقافي في مجال الاتصال الجماهيري، يدفع العديد من القائمين على الإعلام نحو التخلي التدريجي عن لغة فصحى تحتضن العديد من العناصر التخلف وتعجز بتركيبتها عن التقايس مع التطور الهائل الذي طرأ على لغة الإعلام في جميع أنحاء العالم.
5) ولاشك أن المضامين الهابطة لبعض البرامج التلفزية، وخاصة في مجال الترفيه، تحتم استخدام العاميات لأن اللغة الفصحى لا تتلاءم بطبيعتها مع هذا الضرب من ثقافات الترفيه.
ولكن، ورغم وجود هذه العوامل مجتمعة حينا ومتفرقة حينا، فإن الخصائص التي يفترض أن تتمتع بها اللغة الإعلامية العربية المعاصرة والتمايز القائم بينها وبين مختلف أنواع وأشكال التعبير الإنساني الأخرى، يضعفان أطروحة تبني العاميات في كل الإعلام أو في بعضه، ويقويان الاتجاه الذي يحرص على اعتماد الفصحى كلغة سائدة في الإعلام جميعا.
ففي ما يرتبط بصعوبة الفصحى وتعقيدها وعدم صلاحيتها لاستقطاب شرائح القطاع الاجتماعي يقول محمود عباس العقاد " والعامية هي لغة الجهل وليست بلغة الثقافة أو بلغة اليسار … وبين الأغنياء كثيرون لا يحسنون الكلام بغير العامية التي لا جمال لها ولا طلاوة وبين الفقراء من يحسنون التعبير بالفصحى أو يعبرون بالعامية تعبيرا يزينه جمالها وتبدو عليه طلاوتها، فإذا عطفنا على العامية فإنما نعطف على الجهل ونستبقيه ونستزيده، ولا نخفف وطأة الفقر ذرة واحدة بتغليب عبارات الجهالة على العبارات التي تصاغ بها آراء المتعلمين والمهذبين..
ويميز العقاد بين اللغة الفصحى واللغة الصعبة التي لا يفهمها إلا الأقلون فيقول : " .. ومتى فرقنا بين الفصاحة والصعوبة أدركنا أن السهولة تتوافر للكلام الفصيح وتنفذ إلى أسماع الجهلاء غير حائل بينها وبين النفاذ إلى تلك الأسماع حركة الإعراب ولا صحة التركيب


ويحاول العقاد وصف ما يجب أن تكون عليه اللغة الإعلامية فيقول : " … إن أسباب التشعب والتفريع كانت وفيرة في العصور الماضية ولم تكن إلى جانبها أسباب للتوحيد والتقريب تضارعها في قوتها وأثرها، فتوافرت هذه الأسباب في العصر الحاضر بعد شيوع الصحافة والإذاعة والصور المتحركة وقوالب الحاكي المشهورة باسم الاسطوانات، ومما يرجى من آثار هذا التقريب أن ييسر فهم الفصحى لغير المتعلمين وأن يدخل في الفصحى مفردات نافعة من ألفاظ الحضارة يمكن إجراؤها مجرى المفردات الفصحى بغير تعديل أو ببعض التعديل .. ويقول المجرى عبد الكريم جرمانوس : " إن للمسلمين كتابهم الكريم باللغة العربية هو القرآن، تلك المعجزة الرائعة التي لا يستطيع أي إنسان مباراتها، وقد وضعت قواعد النحو وحددته تحديدا أزلياً، فلو استطاع المسلمون بناء مدارس في جميع المدن والقرى، ولو عمموا اللغة الفصحى، لانبثقت عبقرية القرويين والعمال، ولأنتجت بلا مراء روائع أدبية جديرة بالإعجاب. لقد كانت الطباعة قوة فعالة في نشر التعليم، أما الآن فأمامنا أداة أعظم شأنا لتعليم الشعب لغة بلاده وهي المذياع، فالمذياع عامل قوي من عوامل التقدم ومكافحة الأمية والفقر ونشر المعرفة والترفيه عن النفس، وهو عامل لم يسبق له مثيل في الأزمنة الماضية، والروح الغريزية للشعوب الناطقة بالضاد ستحفزها على انتهاز الفرصة للظهور في الميدان …
والتلفزة تشكل أداة فعالة لتعليم الشعب لغته القومية، ولدى التلفاز وسائل وخصائص أعظم شأنا من الراديو للقيام بذلك.
ويحاول العقاد وصف ما يجب أن تكون عليه اللغة الإعلامية فيقول : " … إن أسباب التشعب والتفريع كانت وفيرة في العصور الماضية ولم تكن إلى جانبها أسباب للتوحيد والتقريب تضارعها في قوتها وأثرها، فتوافرت هذه الأسباب في العصر الحاضر بعد شيوع الصحافة والإذاعة والصور المتحركة الاسطوانات، ومما يرجى من آثار هذا التقريب أن ييسر فهم الفصحى لغير المتعلمين وأن يدخل في الفصحى مفردات نافعة من ألفاظ الحضارة يمكن إجراؤها مجرى المفردات الفصحى بغير تعديل أو ببعض التعديل
إن للمسلمين كتابهم الكريم باللغة العربية هو القرآن، تلك المعجزة الرائعة التي لا يستطيع أي إنسان مباراتها، وقد وضعت قواعد النحو وحددته تحديدا أزلياً، فلو استطاع المسلمون بناء مدارس في جميع المدن والقرى، ولو عمموا اللغة الفصحى، لانبثقت عبقرية القرويين والعمال، ولأنتجت بلا مراء روائع أدبية جديرة بالإعجاب. لقد كانت الطباعة قوة فعالة في نشر التعليم، أما الآن فأمامنا أداة أعظم شأنا لتعليم الشعب لغة بلاده وهي المذياع، فالمذياع عامل قوي من عوامل التقدم ومكافحة الأمية والفقر ونشر المعرفة والترفيه عن النفس، وهو عامل لم يسبق له مثيل في الأزمنة الماضية، والروح الغريزية للشعوب الناطقة بالضاد ستحفزها على انتهاز الفرصة للظهور في الميدان …
لعل الحل الأكثر معقولية يتجلى في أن يمكِّن الإعلام الجماهيري اللغة العربية من أن تستوعب الحضارة، متحررة من كل موروث يثقل خطواتها ويعيق محاكاتها لإنجازات العصر الحاضر ويعرقل مواكبتها لمعطيات الحياة في الزمن الراهن، دون المساس بجوهرها وأصالتها.
إن الإعلام الجماهيري، بديناميكيته وإمكاناته وتقنياته، قادر على تحديث اللغة العربية الفصحى وعصرنتها وجعلها لغة مألوفة مندمجة في الحياة اليومية.
والإعلام الجماهيري ليس بحاجة إلى العاميات ليقوم بهذا العمل، إذ ما عليه سوى الغوص في أعماق اللغة العربية واستخراج ما يلزمه لصناعة لغة إعلامية حية، متحركة، تضاهي أكثر اللغات الإعلامية تقدما،
وحين يصدر غلط من هذا المذيع أو تلك المذيعة، في اللغة أو النحو والصرف، فإن الطفل أو الفتى - والراشد أحياناً- يحسب أن هذا هو الصواب، فإذا تكرر مرات عديدة، رسخ الغلط في الذهن، حتى يعسر اقتلاعه في بعض الأحيان، نظراً لما تتمتع به العادة من قوة تتغلغل في ثنايا المزاج والعقل.‏
ملحوظة : مصادر هذه المحاضرة أو البحث مستقاة من كتابات خبراء وإعلاميين كبار وكذلك أساتذة جامعات فالأمانة العلمية والمعرفية أفضت إلى هذه الملحوظة ,








طباعة
  • المشاهدات: 17213

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم