-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14123

«3000 ليلة» لمي المصري .. أنشودة بصرية عن الحرية

«3000 ليلة» لمي المصري .. أنشودة بصرية عن الحرية

«3000 ليلة» لمي المصري ..  أنشودة بصرية عن الحرية

07-04-2016 10:26 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - احتفل الأسبوع الحالي بإطلاق عروض الفيلم الروائي الطويل المعنون (3000 ليلة) للمخرجة مي المصري في الصالات المحلية.
ويكتسب الفيلم اهميته انه العمل الروائي الطويل الأول لمخرجته صاحبة الإشتغالات المتعددة والراسخة في حقل السينما التسجيلية، والتي ظلت على الدوام ملتزمة في تصوير موضوعات القضية الفلسطينية وتطرحها برؤى إبداعية تمتلك بصمتها الجمالية في معالجات جريئة تجاه الهموم والآمال الإنسانية.
فيلم (3000 ليلة)، من بين أبرز الأفلام العربية الجديدة، التي جالت في أرجاء العالم طيلة العام الفائت، حيث صورته مخرجته بالأردن بتسهيلات من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي وفرت لطاقم الفيلم الكثير من الخدمات الإنتاجية، وأسندت مجموعة من الأدوار الرئيسية بالفيلم الى نخبة من الأردنيين.
تعود مي المصري صاحبة أفلام: (زهرة القندول) 1986، (أطفال جبل النار) 1991، (أحلام معلقة) 1992، (أحلام المنفى) 2001، بفيلم (3000 ليلة) الذي يعتبر أول فيلم روائي طويل في مسيرتها المديدة التي بدأت منذ قرابة أربعة عقود من الزمان ساردة فيه بالصورة المدعمة بصوت الراوي جوانب من الحال الصعبة التي تواجه المرأة الفلسطينية في واحد من سجون الإحتلال الإسرائيلي من خلال إمرأة وجدت نفسها يحكم عليها بالسجن لمدة ثمانية أعوام وهي حامل، لتتوالى سنوات السجن وتضع مولودها في المعتقل في ظل ظروف قاسية، خاصة بعد ان قرر زوجها الهجرة الى كندا، وتركها مع طفلها الوليد تقارع السجن والسجان ابان حقبة عقد الثمانينات من القرن الفائت.
تنجح كاميرا المخرجة في التقاط تلك التفاصيل البسيطة في العلاقة بين السجينات العربيات اللواتي جرى الحكم عليهن بالسجن جراء كفاحهن في التحرر من الاحتلال مقارنة مع تلك السجينات الاسرائيليات اللواتي يقضين فترات سجنهن عن جرائم جنائية.
وتتالى وقائع الفيلم من وراء قضبان واسوار مثل هذا السجن الشديد الحراسة، يقابله سجن آخر لمعتقلين حيث تنجح السجينات بين حين وآخر في التواصل مع ما يدور من أحداث خارج السجن بمهارة وذكاء وفطنة سواء عبر مذياع قديم أو الحصول على بقايا صحيفة منسية في أروقة السجن.
تتعدد الهموم السياسية والوطنية للسجينات رغم ما يختلط فيما بينهن من شكوك وضغوطات تدفع احداهن في لحظة ضعف للتعاون مع ادارة السجن في محاولة لكسر اضراب السجينات احتجاجا على مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان مثلما يشيد الفيلم مواقف شديدة الجاذبية ذات تأثير لا يخلو من لحظات التشويق والتوتر كما في مشاهد التحقيق والمحاكمة.
مثلما تنجح مي المصري في تصوير لحظات من المواقف المليئة بالدعابة والفرح رغم تلك القتامة التي تجسدت في ظروف السجينات وقصصهن المؤلمة عما واجهنه من ظلم الاحتلال او جراء هيمنة الزوج وقسوته وعدم مبالاته، والذي يبحث عن مصالحه الشخصية غير آبه بمعاناة اسرته وآلام وطنه.
اكثر ما يحسب للفيلم وهو المأخوذ عن أحداث واقعية، ان مخرجته لم تسقط في تلك الفخاخ التي وقعت فيها افلام شبيهة تصدت لموضوع المرأة، فقد ظلت شخصية الرجل بشقيها الايجابية والسلبية تلقي بظلالها على الأحداث، مثلما تتعاطف المخرجة مع شخصية المحامية الاسرائيلية في دفاعها عن السجينات العربيات حيث تتفهم ما يقمن به من مقاومة ضد الاحتلال.
برعت المخرجة في توظيف مفردات اللغة السينمائية على نحو مليء بالاشارات البليغة سواء في تلك الاستخدامات الموفقة لتدرجات الظلال والانوار في السجن او في ذلك التكرار للاغنية المصاحبة للأحداث والتي يجري التصعيد فيها وهي المستمدة من الموروث (يا ظلام السجن خيّم) او في ادارتها المحكمة لممثلات الفيلم من بينهن الممثلة ميساء عبدالهادي السجينة /الأم، وهناك أيضا نادرة عمران وسواهن.. حيث ظهرن جميعا في أدوار لافتة جرى الإعتناء في تصويرهن من داخل فضاء محدود، بدت فيه عين الكاميرا بارعة في التقاط حركة الشخصيات من زوايا في تكوينات بديعة، مثلما نجحت المخرجة في اثراء العمل بالكثير من المواقف المعبرة عن احاسيس ومشاعر انسانية دافئة، الا انها في بعض من مواقف الفيلم كان خطاب الفيلم فيها يتجه صوب الطرح المباشر حيناً وافتعال الأحداث حيناً آخر.








طباعة
  • المشاهدات: 14123

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم