08-04-2016 04:08 PM
سرايا - سرايا - عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان صدر مؤخرا للقاص والصحفي الأردني خالد سامح مجموعة قصصية جديدة بعنوان "ويبقى سرا"، وتتضمن ثلاثة وأربعين قصة غالبيتها من النمط القصير جدا أو "القصة الومضة".
في تقديمه للمجموعة يكتب القاص والناقد المغربي أنيس الرافعي " طوبى لليد الأنيقة التي كتب بها خالد سامح هذي الومضات السرديّة الخافتة التي تعلي من شأن الظّلال النحيلة . محيطات مكتومة داخل جملة مشحوذة بحدّ السكين ، و حيوات مسجونة في قلب مرآة صغيرة داخل دولاب . وذرات رمل تنسلّ إلى قلب المحار لتسفر عن لؤلؤ الحكاية، فالمتذوّق الحصيف لمجموعة « ويبقى سرّا » سيلفي غيابا مدهشا وصحيّا لعقدة « الخوف من الفراغ » ، التي هيمنت على شعريّة الفنّ القصصيّ ، وجعلته احتشاديّا لا إشاريّا و استرساليّا لا اختزاليّا . كما تبرز المفارقة الساخرة في عرض الحالات والمواقف بوصفها ميزة فارقة على مستوى التشخيص والتقنيّة والأبعاد الدلاليّة ، لتتوّج أقفال النصوص مثل بصيص نور يشعّ في جوف العتمة . ...لا أخفي إعجابي الكبير بهذا الكتاب شديد الحساسيّة تجاه الإيقاع ، إيقاع الموضوع ، إيقاع المشاهد والمسموع ، إيقاع الجملة ، إيقاع المنظورات والضمائر، إيقاع التوتر الباطنيّ ، إيقاع المفاجأة ، إيقاع اللّغة ، إيقاع الأسلوب ، إيقاع المحتجب الذي لا تدركه سوى البصيرة ، وإيقاع روح كاتب أردنيّ مبدع اسمه خالد سامح ، في كلّ فلذة من روحه نكتشف زمنا ، وفي كلّ زمن ماء ، وفي كلّ ماء يدا ، وفي كلّ يد عطشا جديدا ".
تطرح قصص خالد سامح العديد من القضايا والهموم الانسانية في عالمنا العربي لاسيما بعد ماعرف ب"الربيع العربي" والتحولات الجذرية التي عصفت بمجتمعاتنا والتي أفرزت العديد من التشوهات الاجتماعية والنفسية ، كما يعاين قضايا وجودية ذات صلة بالموت والشيخوخه وشعور الانسان بالوحده والاغتراب عن محيطه.
من أجواء المجموعة القصصية الجديدة لخالد سامح قصة بعنوان "وجه" وفيها:
على الرصيف المقابل طفل أنيق ينتظر موتا عابراً، قطعت الشارع واقتربت منه أكثر وأكثر...
تملكتني الدهشة ...
هو ذات الوجه الذي رأيته في مرآتي قبل قليل.
كذلك قصة بعنوان "وصية":
عندما مات السجين، لم يجدوا خلفه سوى وصية على فتات ورقة:
" ازرعوا على قبري وردة، لا احتفاءً بي، ولكن كي تنمو وردة في المدينة ...بعيداً عن عين الرقيب".
وقصة بعنوان "السوريالي الأخير":
يتابع نشرة أخبار العالم، وقبل أن تنتهي يفتح سلفادور دالي نافذة ذاكرته ويرمى كل لوحاته في قعر قبره.
تجدر الاشارة الى أن خالد سامح حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية، وهو صحفي في جريدة الدستور/ الدائرة الثقافية من العام 2003، صدر له قبل "ويبقى سراً" مجموعتان قصصيتان الأولى بعنوان "نافذة هروب" والثانية كانت بعنوان "نهايات مقترحة"، شارك في العديد من الملتقيات الأدبية والاعلامية في الامارات العربية المتحدة وبلجيكا واسبانيا واليابان، ويكتب في مجلات أردنية وعربية