09-04-2016 07:46 PM
سرايا - سرايا - استهل الكاتب ابراهيم العجلوني حديثه بالقول: «المشهد الثقافي في الأردن لا يختلف عنه في مصر والشام والمغرب العربي، فهو يعيش أزمة فكر، لكنه الى ذلك أو على الرغم من ذلك مليء بالوعود، ويُنتظر له أن يتجاوز أزمته ويستعيد عافيته، في حال قامت فيه حركة نقدية ذات أصول فلسفية وبلاغية، وفي حال تولىّ منابر الفكر أساتذة متميزون،وفي حال انسحب كثير من الغثاءِ الذي يملأ المكان «إن كان ذلك في الإمكان».
وتابع صاحب كتاب « هموم أردنية « لـ «الرأي»:»الذي يشغلني الآن هو طرائق نقد العرب والمسلمين للفكر اليوناني بعد أن ترجموه وتمثلوه، وطبيعة الإضافات التي تفردوا بها، ومدى صلتها بالأصول الإسلامية في القرآن الكريم و السنّة النبويّة، ثم العلاقة بين الدين والفلسفة من جهة،وبينه وبين العلم من جهة أخرى، وما يتذاكى به بعضهم من دعاوى داحضة بالتناقض في ذلك كلّه، وهي موضوعات أُحب القراءة فيها، وأُحب أن تكون لي أصالة ذاتية في تأملها والنظر فيها».
واوضح العجلوني: «اعتدت أن أقرأ فصولاً من كتب متعددة في اليوم الواحد، ولا أقرأ إلا ما أنفعل بقراءته، فأنا إما محب لما أقرأ وإما كاره له، وغالباً ما أملأُ هوامش الكتب التي تقع بين يدي بالإعتراضات أو التأمينات أو بالإستدراكات، وكثيراً ما أُفيد من ذلك في مقالاتي اليوميّة التي بدأتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً أو في الكتب التي أُصدرها».
وبين صاحب كتاب « دفاعاً عن العقل»: «أنا الآن على نهجي هذا في القراءة، حيث اقرأ في كتاب الدكتور زكي مبارك:»الموازنة بين الشعراء» كتاب العلامّة مصطفى صبري:»موقف العقل والعلم والعالم»- المجلد الرابع منه تحديداً- ،وكتاب :»غسق الآلهة « لفريدرك نيتشه. مضيفا :»تلك الكتب التي أقرأ فصولا منها بشغف معرفي وانتشاء ذهني، وهي تحيلني بطبيعة الحال الى كتب أخرى لا ألبث أن أجدني متحمساً لقراءتها».
وختم العجلوني: «قد يكون من المحال بسط مضامين كتاب «غسق الآلهة للفيلسوف الألماني المتأثر بالاهوت الكنسي:فريدرك نيتشه. لكن أوجز القول فيه أنه ثورة فكرية بكل معنى الكلمة ، وانه يمثل غضب العقل في فكره، على حين يمثل كتابه «هكذا تكلم زرادشت» الذي ترجمه «فيلكس فارس»الى العربية هدأة العقل عنده وعمق التأمل ورحابته».