09-04-2016 07:47 PM
سرايا - سرايا - احتفل في رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس، باشهار رواية (صخرة نيرموندا) للكاتب بكر سباتين، والصادرة حديثا في عمان عن دار (الآن: ناشرون وموزعون) بدعم من وزارة الثقافة.
تتضمن الحفل قراءات نقدية في الرواية لكل من القاصة مجدولين أبوالرب والكاتب والتشكيلي الزميل حسين نشوان والشاعر عبدالرحيم الجداية والاكاديمي الدكتور عمر اربيحات بالاضافة الى شهادة مؤلف الرواية حول اختياره الكتابة الروائية كوسيلة للتعبير.
وسلطت ابو الرب التي ادارت الحفل الضوء على جملة من الوقائع والتفاصيل في احداث وشخوص الرواية والتصاقها بتسلسل محطات عايشتها القضية الفلسطينية منذ ما قبل النكبة الى الواقع الحالي في اتكاء على قصص الاساطير وحكايات الخيال الشعبي الموروث في الثقافة العربية.
واشارت الى ان الرواية جسدت العديد من جماليات الامكنة في مدينة يافا والتي ما زالت عالقة في ذاكرة اهلها وزوارها بدءا من وصفها للشاطيء والمقاهي والمعابد والساحات والبيوتات والمعالم الاثرية والتاريخية مثلما هناك الطقوس الدارجة في لحظات الفرح والحزن.
وقال نشوان صاحب رواية (حوض مالح) وكتاب (العين الثالثة) ان الرواية اخترعت لغتها بذاتها وكانت اشبه بنوع من لغة الاسطورة الخاصة لافتا الى اشارات من تيار الوعي بالنص الروائي، فهي رواية لا تحكي عن يافا فحسب بل تغدو منطلقا لسردية روائية عن البطل الايجابي والبطل الضد في جدلية الخير والشر لتشمل مدنا اخرى تتحدى الظلم والهيمنة والنسيان.
واعتبر جدّاية صاحب ديواني (الخيل على مشارف قلبي) و(ثالثة الاثافي)، الرواية واحدة من الاعمال الفنية التي تستند على نص اسطوري يحتفي باساليب السرد الروائي، وظف فيها السباتين حالة ثقافية اجتماعية وسياسية وان يجعل البطل امتدادا لعهود سابقة تحمل في طياتها ظواهر واشارات بليغة الدلالة.
وأشار اربيحات مؤلف كتاب (اثر التوراة في شعر محمود الدرويش) وكتاب (صورة المرأة في روايات يوسف ادريس)، الى ان الرغبة بتخليد المكان وان يكون عصيا على النسيان هو الذي قاد السباتين على صوغ هذه الرواية لتبيان مدينة يافا وما شهدته من احداث جسام حيث تمنح الصخرة الرمز الذي يؤشر على ذاكرة يقظة تحفظ المكان كملاذ للشخصيات، على نحو يذكر بفطنة عوالم نجيب محفوظ الروائية.
وكشف مؤلف الرواية السباتين عن جوانب في الرواية، واختياره لمدينة يافا كمحور ومحرك للاحداث بوصفها كانت ايقونة للشرق وما بلغته من تطور حضاري في كافة الميادين ، مذكرا بصلابتها في مواجهة الغزاة حيث تملك المدينة لغز التناغم والانسجام الذي اتسمت به مكونات نسيجها الاجتماعي.