سرايا -
لم نعرف، حتى هذه اللحظة، قناة تلفزيونية تُروّج لقناة تلفزيونية أخرى يُفترض بأنّها منافسة، ولكنّنا نفاجأ بتلفزيوننا الوطني يبثّ إعلاناً ترويجياً لشبكة فضائية مشفّرة، وغريب الغريب في الأمر أنّ مادة الترويج هي مباريات الدوري الأردني الذي تبثّه الشبكة حصرياً، فكأنّنا نقول لمواطنينا: لا تشاهدونا، بل إذهبوا بجهاز التحكّم من بعيد إلى زرّ الشبكة المنافسة، وبالطبع: بعد دفع ثمن بطاقة الاشتراك. وهذا ما لا يمكن أن يحدث في أيّ مكان على الكرة الأرضية، ولكنّه يحدث في الأردن، فتصوّروا أنّ "الجزيرة" تبثّ إعلاناً لـ"العربية"، أو أنّ "ام بي سي" تروّج لمتابعة مسلسل على "سما دبي"، ولكم أن تتخيّلوا أيضاً أكثر من ذلك، فالمسلسلات التي صُنعت في الأردن تُشاهد في القنوات المنافسة، أمّا المسلسلات التي صُنعت في الخارج هي التي تُبثّ على التلفزيون الأردني. والمشكلة في مؤسستنا أنّنا نبكي في يوم، ثمّ نعود في اليوم التالي لنبكي عليه، وكأنّه مكتوب علينا أن نحوم في تلك الدوامة التي تظهرنا أمام الآخرين وكأنّنا شعب فاقد الموهبة، عديم الخيال، قدره أن يعيش على فتات موائد الآخرين الإبداعية، وفي الردّ علينا لا نستمع إلاّ إلى مقولات إنّنا نضع العصي في الدواليب، ونحاول إفشال التجارب، مع أنّنا لا نرى دواليب تدور، ولا تجارب تستأهل التشجيع. ويتحدثون عن نقص الامكانيات، وهو أمر يبدو غير صحيح، فالجوائز الرمضانية على أسئلة سمجة تشبه التنكيت تصل إلى مئات الآلاف من الدنانير، ممّا يؤشر إلى أنّ القطاع الخاص جاهز للدعم، وعلى ما يبدو فإنّ إرادة التغيير والإصلاح هي الناقصة، لا أيّ شيئ آخر.
ملاحظه : هذا المقال تم منع نشرة في عديد من وسائل الاعلام - سرايا