سرايا - سرايا - بحضور مندوبة سمو الأميرة عالية بنت الحسين امين عام الاتحاد الملكي للفروسية د. سهى كامل عيد، تحدث د. عبد الفتاح البستاني مساء أول من أمس في دائرة المكتبة الوطنية عن «الخيول العربية وطبائعها واثرها في الأدب والشعر العربي والفتوحات الاسلامية».

قال د. البستاني في الحوار الذي أدارته الكاتبة ليلى الرفاعي:» ان العرب تمكنوا من تحسين نسل خيولهم على مدى مئات السنين من خلال مزاوجة الخيول المعروفة الانساب، وقامو بذلك بسبب حاجتهم لها خلال الغزو قبل الاسلام، والفتوحات العربية الاسلامية في القرن السابع والثامن الميلاديين، حيث تمكنت الخيول العربية من اثبات بأسها في ساحة المعارك، وبالتالي كان لها الاثر الكبير على مجرى تاريخ الحضارة العربية الاسلامية فيما بعد».

وتحدث د. البستاني عن أصل الحصان العربي حيث أن:» معظم الباحثين يعيدونه الى نجد في الجزيرة العربية، وبلاد مابين النهرين وبادية الشام. والمعتقد بان للبيئة تأثيرا كبيرا على مملكة الحيوان، وهذا يفسر كون الخيول التي ولدت ونشات في البادية افضل بكثير من التي نشأت في الاسطبلات المغلقة والاماكن المحصورة، كما ويفسر بأن خيول البادية اكثر شجاعة وتحملا للمشاق من غيرها».

وتحدث د. البستاني عن مزايا الحصان العربي وطبائعه، عن حب العرب للخيول في الحرب كما في السلم، وعن حث الاسلام على الاهتمام بالخيل ورعايتها، واستشهد د. البستاني بأبيات من الشعر لعدد من الشعراء منهم: عمرو بن كلثوم، وابو فراس الحمداني، عنترة العبسي، حيث قول الأخير:
يدعون عنترة والرماح كأنها
اشطان بئر في لبان الادهم
ولقد شفا جرحي وابرأ سقمها
قيل الفوارس: ويك عنترة اقدم
فوددت تقبيل السيوف لانها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
والمتنبي:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
كما قال ايضا :
اعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
وكذلك قول الشاعر حيدر محمود الذي تغزل بمدينة عمان واصفا ايها بفرس لا تثنيها الريح عندما يقول: عمان اختالي بجمالك... وتباهي بصمود رجالك
يا فرسا لا تثنيها الريح... سلمت لعيني خيالك
إلى ذلك عرض د. البستاني مجموعة من الصور الخاصة بالخيول، قام بتصويرها في الاسطبلات الملكية في الحمّر، ومجموعة من الصور الوثائقية من نادي الفروسية الملكي الذي تأسس عام 1966 بمبادرة من الراحل الشريف ناصر بن جميل، مثلت نماذج لمظاهر الأناقة والجمال، وقوة الشكيمة عند الخيول العربية.