-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33388

متحف السلط التاريخي «بيت أبو جابر» .. قيمة تاريخية ومعمارية

متحف السلط التاريخي «بيت أبو جابر» .. قيمة تاريخية ومعمارية

متحف السلط التاريخي «بيت أبو جابر» ..  قيمة تاريخية ومعمارية

12-04-2016 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تشتهر مدينة السلط بمبانيها التراثية، المتناثرة على سفوح تلالها في تناغم وانسجام، حيث يرتبط تاريخ معظم هذه المباني بالعصر الذهبي للمدينة (1881-1918). ومن هذه المباني العريقة
«متحف السلط التاريخي»، المقام في بيت أبو جابر احد أكبر بيوت السلط القديمة، وذلك نظرا لأهميته وقيمته التاريخية والمعمارية.

وبيت أبو جابر الذي تشهد جدرانه أبجديات نهضة المدينة وتطورها تم تشييده على يد البناء النابلسي المعروف عبد الرحمن العقروق ما بين عامي 1892 و1896.
وكان أول قاطني البيت عائلة أبو جابر، ومن ثم عائلتا الأفغاني والكيلاني، وجرى تأجيره في إحدى الفترات للصليب الأحمر، كما واستأجر مدرسة للذكور.

في عام 1890 وبعد شراء الجوابرة للأرض بمساحة إجمالية 700 متر، تم هدم البيت القديم وبوشر ببناء الطابق الأرضي منه عام 1892 على مرحلتين، وفي عام 1906 أضيف الطابق الثاني للبناء، حيث استُخدمت فيه حجارة السلط مرة أخرى كما استُخدم في هذا الطابق مواد أخرى جُلبت من الخارج (الرخام من إيطاليا، والقرميد من ألمانيا، والزجاج من بلجيكا)، واشتمل الطابق على ثلاث شقق في كل منها باحة داخلية وقاعة مزخرفة لاستقبال الضيوف. وقد بنيت جميع طوابق المبنى من قبل البَنَّاء النابلسي عبد الرحمن العقروق.

يعد بيت أبو جابر تحفة من التحف المعمارية المميزة في مدينة ، إذ لم تقتصر العناصر المعمارية الجميلة على المبنى والوجهة الأمامية فقط، بل هناك عناصر معمارية متميزة من الداخل، ومن هذه العناصر البلاط.
لقد كانت أرضية الطابق الأرضي مبلطة بحجارة ذات قياسات غير متساوية؛ مربعة ومستطيلة وذات أحجام مختلفة. ويكون البلاط المزخرف وفق أشكال هندسية وأخرى نباتية. وقد كشفت عملية ترميم المبنى عن أرضية حجرية في هذا الطابق، وتحديدا في غرفة المضافة التي أعاد الجوابرة تبليطها بالبلاط المزخرف الملون (قياس 30*30 سم)، بألوان منها الأسود والأصفر والوردي واللون الطبيعي للحجر.

أما الطابق الثاني، فقد تم تبليط معظم الأرضيات فيه بالرخام من نوع «كرار» الذي جُلب من إيطاليا في ذلك الوقت، ويقال تكلفة قطعة الرخام الواحدة بقياس 75*75 سم بلغت ليرة ذهبية عثمانية، حيث تم نقل هذا الرخام من إيطاليا إلى ميناء حيفا، ومن هناك بواسطة القطار إلى درعا، وبواسطة سكة حديد الحجاز من درعا إلى عمّان، وعلى ظهر جمال الجوابرة من عمّان إلى السلط.

أما الرسوم على البلاط، فهي أزهار ونباتات، ويبدو التأثير الأوروبي واضحاً، حيث تم استخدام العديد من التصاميم الشائعة في الفن الزخرفي الأوروبي وكانت الرسوم الهندسية شائعة أيضاً، حيث يبدو تأثير فن الزخرفة (الأرابيسك) واضحا.
وهناك نموذج آخر من الرسومات الجدارية تم الكشف عنه في بيت أبو جابر خلال فترة الترميم، وبخاصة في الطابق الثاني، وتحديدا في غرفة المضافة التي تدل على الذوق الرفيع والحس الفني المرهف.

إذ تم الكشف عن رسمين لبيتين من الطراز الخاص من البيوت الريفية يُظهران جمال الطبيعة في مناطق أوروبا.. كما تميزت جدران المطبخ في بيت أبو جابر برسومات متعددة، منها طلاء الجدران الذي يظهر كأنه مغطى بقشرة من البلوط.
أما الرسومات السقفية، فتتميز بالدقة والجمال، ومنها رسومات الفصول الأربعة في المضافة (الطابق الثاني من المبنى)، حيث استخدمت الألوان الزيتية لهذه الرسومات، وقد وجد هذا النوع من الرسومات في بلاد الشام وسوريا ولبنان وفلسطين، أما في مدينة السلط فقد اقتصر على بيت أبو جابر.

ويُعتقد أن الفنان الذي وضع هذه الرسومات ألماني يُدعى (menlik) قدم من حيفا مع عدد من الفنانين واستخدم الألوان الزيتية والمائية لهذا العمل.
وقد احتفظت رسومات بيت أبو جابر بشكلها الجميل حتى العام 1930، حيث ترك الجوابرة المنزل على مراحل كان آخرها سنة 1936 وانتقلوا للسكن في عمان، حيث استأجرت المنزل مجموعة من العائلات، وبعدها أصبح مركزا للهلال الأحمر وروضة أطفال، وكان لذلك أثر سلبي على هذه الرسومات التي لم يُحافَظ عليها.

إن اختيار مبنى متحف السلط (بيت أبو جابر) ليكون متحف السلط التاريخي، جاء نظراً لأهميته البالغة تاريخياً ومعمارياً ومكانياً.
وتم ترتيب صالات العرض بطريقة تتلاءم والتصميم الداخلي للمتحف مع أقل قدر من التعديلات الفراغية، ومن ثم تم تجهيزه بمعدات وأدوات وأثاث العرض.
يعرض المتحف تاريخ السلط وثقافتها وفلكلورها في فترة ازدهارها منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين (1847-1918)، وبمساحة إجمالية 1.242 مترا مربعا.
وسوف يضم الطابق الأرضي مركزا للزوار ومركز دراسات وقاعة عرض مؤقتة، أما الطابق الأول فيحتوي على قاعات عروض دائمة لتاريخ المدينة وجغرافيتها. فيما سيركز الطابق الثاني على المواضيع الثقافية والمعمارية والحياة اليومية للمدينة.

فعاليات المتحف:
تنظيم محاضرات وعقد ندوات وورشات عمل ذات مواضيع وثيقة الصلة بأفكار العرض في المتحف، مثل الصيانة والحفاظ على التراث المعماري والثقافي والحضاري لمدينة السلط.
تنظيم زيارات ميدانية للتعرف على أهم المظاهر التاريخية للمدينة، بالإضافة إلى جمع مصادر معلوماتية بأشكال مختلفة (كتب صور وخرائط وبرشورات)، بحيث يتم تزويد الزائرين بها، كما أن المتحف سيحتوي على وحدة دراسات وأبحاث للدارسين المهتمين بالتاريخ والتراث المحلي لمدينة السلط.








طباعة
  • المشاهدات: 33388

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم