12-04-2016 01:34 PM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
قال الله عز و جل في كتابه الكريم: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الآية رقم 41 من سورة الروم
إن الفساد موضوع شائك وطويل وخاصة عندنا في هذا البلد ،فالفساد له معان وأشكال متعددة ،فالغالبية العظمى من أبناء المجتمع تعرف معنى الفساد من حيث المعنى لغة وبمفهومه العام ، لإننا نعيش في بلد تفنن المفسدون بإظهار وإيجاد أطر أخرى للفساد غير المتعارف عليها.
الفساد باطل وبطلان، الفساد لهو ولعب ، ونهب وسلب وإختلاس، الفساد القدرة على التصرف بمهارة وإقتناص الفرص بسؤ الإئتمان، وهو عكس الجد والإجتهاد.
الفساد إنحراف عن جادة الصواب، وإحقاق الحق لغير من يستحق ، والتغير من الحالة الفضلى للحالة الأسواء.وهو أنقلاب من الإحسان للجور والظلم والطغيان.
الفساد مخالفة القواعد والإنظمة لمصلحة فرد أو اشخاص ولمأرب خاصة بهم، الفساد تغير القوانين والأنظمة وتبديل البيانات والمعلومات لطمس الحقائق.
الفساد تعفن وتحلل ، الفساد قبح وشؤم ووبال ودمار وهلاك.
فكم من قضية سمعنا عنها من فساد من العيار الثقيل سيتم محاكمة مرتكبيها وإعادة ما تم نهبه وسلبه ولكننا لم نرى بل لم نلمس أي أثر لما أثير وأشيع عن هذه القضية الكبرى التي ستهز وتزلزل كيان من كان صاحبا لهذه القضية الفاسدة؟؟
وما فضائح بنما إلا واحدة من قضايا الفساد التي لم نسمع عنها ولا من هم أصحابها وهل تمت محاكمة أصحابها؟ كما ورد في ملفات الأوف شور هذه؟؟
كم سمعنا عن فساد في أطعمتنا ، من لحوم فاسدة ، دجاج لا يصلح للإستهلاك البشري، وكم سمعنا عن اللبن المحنط والفاسد ، ناهيك عن المصانع غير الملتزمة لا بالنظافة ولابالسلامة ولابالمواصفات والمقايس ، أما المطاعم والمخابز التي نسمع ونشاهد العجب العجاب فلم نرى ما يثار من انها أغلقت ، أو سجن أصحابها،.
إنها حملة تمضي وتذهب كما الريح المبعثرة لغبار السنين المتراكمة على جدران الصمت المريب في زمن الجهل والتخلف على أريكة المكاتب وفوق أرفف وملفات في دوائر ووزارات ، هم أصحابها رواتب وسفرات وبدلات وحوافز بغير أستحقاق ؟؟
يحز في النفس أن نشاهد حملات تشن على أصحاب البسطات والمحلات البسيطة ممن يكسبون لقمة عيشهم من وراء هذا العمل البسيط بحجة عدم التراخيص،،،، ولا يقومون بالتاثير على أصحاب المولات الفاسدة،،، ولا يتم جلب اصحاب الثروات المنهوبه من أباطرة الفساد الذين يصولون ويجولون دون رقيب وحسيب؟؟
أين أنتم من قضية البوتاس ؟ اين أنتم من عطاءات الشركات التي لم تنجز؟ أين أنتم من أصحاب الشركات التي تطعمنا مما لايؤكل؟ أين أنتم ممن يصول ويجول ويرعب الآخرين دون حكم صارم بتار يقطع دابر الجريمة والترويع؟
أين أنتم من الفقراء الذين يعيشون لظى الصيف ، وزمهرير الشتاء ؟ دون أن تمدوا لهم يد العون ؟ الذين جعلوا من حاويات القمامة متكئا لهم يعبثون بها ليجدوا بعض أرغفة أو بقايا طعام زاد عن بطونكم المنتفخة وكروشكم المتخمة ؟
أين أنتم من أسرة تمد يد العون لشراء علبة دواء لإبنهم المريض؟
أين أنتم من حاجة أسرة معدمة لتوظيف أحد أبنائها الخريجين لينقط في حلوقهم كما يقال بالكلام العامي؟
هل همكم يا سادة يا من كنتم في مناصب وأعطاكم الله السلطة أن تكون الوظائف لأبنائكم وأقاربكم دون الأخرين؟ ودون الرجوع لديوان الخدمة الذي لا يساير الأنظمة على عامة الشعب ويتماشى مع علية القوم؟
هل عامة الشعب رعاع وأنتم فوق القانون؟ يحق لكم ما لا يحق لغيركم؟
قال تعالى:
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ
42 سورة الشورى
وقال تعالى:
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) سورة الشعراء.