12-04-2016 04:18 PM
بقلم : محمد الوشاح
ليس غريبا على جلالة الملك عبدالله الثاني تبرعه على نفقته الخاصة بترميم قبر السيد المسيح عليه السلام في كنيسة القيامة بالقدس فهو ملك على شعبه من شتّى المنابت والأصول وهو صاحب الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات بمباركة الشعب الفلسطيني وقيادته الأمينة وهو الملك الذي يجسّد بالفعل أسس العيش المشترك بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية .. حيث يعتبر المسيحيون في فلسطين والاردن والعالم أجمع أن هذه المبادرة ليست غريبة على جلالة الملك الذي يجسّد على الدوام الموقف المشرّف تلو الآخر لعروبة القدس وحماية أهلها ومقدساتها والحفاظ عليها ورعايتها مقدّرين أنّ هذه الخطوة المباركة سيكون لها تأثير في الرأي العالمي المسيحي والعالمين العربي والإسلامي ودلالة على انفتاح جلالته تجاه المقدسات المسيحية باعتبار أن كنيسة القيامة من أقدس المقدسات لمسيحيّي العالم على الإطلاق .. ويؤكد الأشقاء في الاراضي الفلسطينية أنّ مواقف الاردن لا تقدر بثمن وهو يبذل كلّ جهوده لرعاية الأماكن المقدسة دون اسثناء لكنّ ذلك برأيهم يحتاج الى تضافر جهود الأمة لمساعدته في سبيل الحفاظ عليها .
وفي ردودهم على هذه المكرمة يرى المسيحيون في الضفتين الشرقية والغربية أنّ الدور الأردني في حمايتهم واضح للعيان ولا يستطيع أحد أن ينكره كما أنّ مساعي الأردنيين جميعا وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني في زرع بذور المحبة والتآخي بين المسلمين والمسيحيين يجنون ثمارها في هذا الزمن الذي باتت فيه الحروب الطائفية والعقائدية الغبية نارا تحرق دولا وشعوبا ونفوسا بريئة .. ويؤكد الفلسطينيون في كلّ مكان أن جلالته وفي جميع المحافل الدولية يضع القضية الفلسطينية في الصدارة ويعطيها الأولوية اذ هو يؤكد للعالم على الدوام أنّ المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر للمملكة الأردنية الهاشمية ولن يسمح بتجاوزه وأنّ الأردن مستمر بالقيام بمسئولياته الدينية والتاريخية تجاه كامل المقدسات بمنتهى الالتزام والجديّة .. وها هو جلالته يعطي اليوم برهانا على كلّ ما تحدّث به أمام العالم ليجسّد بالفعل صدق الملوك الكرام وأخلاق الهاشميين الأبرار الذين عهدهم العرب منذ أزل العصور سندا لكل المسيحيين والمسلمين في الشرق العربي .. فللعائلة الهاشمية وعبر مسيرتها التاريخية المجيدة دور فريد وبصمة واضحة في الحفاظ على الكنائس والمقدسات المسيحية والاسلامية وهذا ما جعل الفلسطينيين يؤكدون في كل وقت أنّ المقدسات في القدس لن تكون سوى تحت الوصاية الاردنية وهي الوصاية الممتدة عبر التاريخ وهم يرفضون دائما وأبدا أيّة وصاية غير الوصاية الهاشمية الممتدة من عهد الشريف الحسين بن علي طيّب الله ثراه والى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الوصيّ الشرعي الحالي على الأوقاف والمقدسات في مدينة القدس وهو الذي يملك اتخاذ الاجراءات القانونية والادارية في جميع المحافل الدولية لحمايتها وصونها والمحافظة عليها .. وقد لقيت الاتفاقية الأخيرة التي وقعت في شهر آذار من عام 2013 م ترحيب كافة الفلسطينيين وأهل بيت المقدس بوصاية الهاشميين على مقدساتهم وصدرت بيانات رسمية من جميع الجهات الاسلامية والمسيحية المؤيدة والمباركة لديمومة هذه الوصاية مدلّلين بأنّ جهود جلالته أوقفت كلّ محاولات المستوطنين لاستهداف المقدسات في القدس الشريف كون الحفاظ عليها مسئؤلية تاريخية وشرعية وسياسية للقيادة الهاشمية .. مدركين كذلك بأنّ الأردن لن يتردد لحظة باتخاذ موقف حازم ازاء أيّة اجراءات أو اقتحامات تستهدف الأقصى في ظل التحديات الكبيرة والمحاولات المتكررة التي تتعرض لها المقدسات لتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية .. ويعلم الجميع بأنّ القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية تبقى دائما المحور المركزي في سياسة الاردن الذي لم يتخلّ يوما عن مسئوليته نحوها وقد تحمّل في سبيل ذلك ما هو فوق طاقاته وإمكانياته وهو يدافع عنها انطلاقا من عقيدته السمحة وثوابته القومية المستمدة من قيمه العربية الأصيلة التي تربّى ونشأ وترعرع عليها .