-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13642

الشاعر ربحي حلوم: المقطوعة النثرية لا يمكنها أن ترقى إلى مرتبة الشعر

الشاعر ربحي حلوم: المقطوعة النثرية لا يمكنها أن ترقى إلى مرتبة الشعر

الشاعر ربحي حلوم: المقطوعة النثرية لا يمكنها أن ترقى إلى مرتبة الشعر

13-04-2016 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - «القصيدة العربية في الوقت الراهن تكاد تكون كأقحوانة أو نرجسة أو دحنونة تبحث عنها في سفحٍ معشوشب فلا تجد منها إلا بضْعَاً تطل بخيلاء بين عديد الأعشاب البرية والأشواك اليباس والفسائل غير المزهرة أو المثمرة في حقل مهجور»، هكذا يرى الشاعر والكاتب الدكتور ربحي حلوم راهن القصيدة العربية، لافتا النظر إلى أن طفولته «جرّعته الآسى أمام أشلاء الشهداء من أهله»، مضيفا أنه من خلال المعاناة التي عايشها في فلسطين قد أُفرِغ هواجسه وأحزانه بهما شعراً على غير هدى ليكون قلمه هو سلاح طفولته.
«الدستور»، التقت الشاعر والكاتب الدكتور ربحي حلوم وحاورته تجربته الشعرية وحياته، فكان هذا الحوار:

] أصدرت أكثر من مجموعة شعرية منذ العام 1962، كيف تقرأ القصيدة العربية في الوقت الراهن، وهل تواكب الأحداث اليومية؟
- القصيدة العربية في الوقت الراهن تكاد تكون كأقحوانة أو نرجسة أو دحنونة تبحث عنها في سفحٍ معشوشب فلا تجد منها إلا بضْعَاً تطل بخيلاء بين عديد الأعشاب البرية والأشواك اليباس والفسائل غير المزهرة أو المثمرة في حقل مهجور، لا يقصده الا الوالهون للهواء الطلق، أما عن مواكبتها للاحداث اليومية فبعضها يعتريه تشوّهٌ خَلْقي، وآخر يمشي على عكازة مشروخة، وثالث يتسلّق على ساق نبتة مزهرة وكثيرٌ آخر ينمو في رحم الأرض وينتمي إليها ولا يحتمي بغير عين الشمس.
] يقال إن القصيدة الكلاسيكية خَفَتَ وهجُها أمام القصيدة الحداثية كقصيدة التفعيلة والنثر، كيف تعلق على هذه المقولة؟
- ما زال للقصيدة الكلاسيكية ألقها ووهجها، وتقترب من ألقها قصيدة التفعيلة رغم كل محاولات التقليل من تميزهما في لغتنا العربية دون غيرها وطمس عصورهما الذهبية لأن كلتيهما تنتميان الى ذات المنشأ، أما حداثية النثر، فلا تتصل بالشعر لاحسباً ولا نسباً، ولا يستفزني في الشأن الأدبي أكثر من مسمى «قصيدة النثر»، وفي يقيني أنه لو قُيّض للخليل بن أحمد الفراهيدي ان يُبعث حياً ووقعت عيناه على هذا المسمى لوضع تعويذة على كل بحوره الشعرية، لان المقطوعة النثرية -أياً كانت بلاغتها الأدبية وثراؤها الصوري وموسيقاها اللفظية - لا يمكنها أن ترقى إلى مرتبة الشعر بغض النظر عن تكوينها أو صيرورتها الإبداعية.
] عرف د. حلوم سياسيا، أكثر منه شاعرا.. لماذا؟
- عشت سني طفولتي الأولى والمبكرة في بيئة نضالية جرّعتني الأسى أمام أشلاء الضحايا ومواكب الشهداء من أهلي وذويّ وأعراس الجهاد والاستشهاد في قريتي التي على قمم تلالها نشأت وتفتحت عيوني وأنا أرقب أعراسهم بحيرة وألم وحسرة، ولم تكن سني طفولتي المبكرة المعدودة ولا جسدي الناحل في صغري يؤهلاني للانخراط في عمل ميداني لمقاومة الانتداب البريطاني الذي قام بنسف (عِلّيّةَ)، آبائي وأجدادي على مرأىً مني ونحن لا نملك حولاً ولا قوة غير شهيد هنا وآخر هناك في مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي احتل أرضي ووطني، وتعذر عليّ كطفل ينوء فهم ما يجري من حوله على سنوات عمره المحدودة، لتتراكم الصور تباعاً في ذاكرته، ولم أجد من وسيلة للبوح اللاشعوري عن حيرتي وحزني سوى كراسات ودفاتر وأجباتي المدرسية وقلم الرصاص المعهود، فوجدتني أُفرِغ هواجسي وأحزاني بهما شعراً على غير هدى ليكون قلمي هو سلاح طفولتي حتى يتيسر لجسدي ان يقوى على حمل البندقية التي تطاول قامة صباي الصغيرة، وحمّلني يُتمي المبكر عبء حمل إرث أبي الذي ارتقى الى العلياء كلمح البصر، فوجدتني أَقحم الساح على غير هدى وأتجرع عذابات السجون صبياً، وقادني قدري ان أصل بمعجزة الى مصر (الجمهورية العربية المتحدة آنذاك)، ويرعاني فيها لمتابعة الدراسة الراحل أحمد بهاء الدين، الذي طلب مني بأن أطلعه على كل ما كتبته شعرا في اريسي، وهكذا كانت ولادة اول ديوان شعر لي حين فاجأني بقراره طباعة ما اطلع عليه من قصائد في دار «روز اليوسف»، دون ان أكون على علم او يقين بأنه سيفعل ذلك. وهكذا كانت ايضاً انطلاقة حياتي السياسية التي رهنت فيها قَدَري لوطني وشعبي وأمتي ليشغلني العمل النضالي الميداني عن كل ما هو سواه على امتداد سني عمري التي جاوزت فيها السادسة والسبعين.
] هل أنتج هذا «الربيع العربي» شعرا أو أدبا يشار إليه في المستقبل؟
- قرأت لأكثر من شاعر في اكثر من قطر عربي، ومنهم مبدعون كثيرون ومنهم عابرون لا يتركون أثراً وأصدقك القول بأنني للأسف الشديد لم أعثر على واحدة من القصائد التي ترقى إلى شحنة غضب ألبوعزيزي، أو ترسم لوحة شعرية تجسد سادية حرق محمد أبو خضير وأحمد الدوابشة أو سمو فعل مهند الحلبي على الرغم من وفرة من قالوا في الربيع العربي شعراً ونثراً. ولربما يكون بعضهم قد كتب ما يمكن أن يشار اليه مستقبلاً لو رأى النور أو لو أن أنظمتنا العربية الشمولية أبعدت غولها عن وليده.
] هل أنصفك النقد كشاعر، وكيف تنظر الى العملية النقدية؟
- ما زلت اذكر شعوري بكثير من الاعتزاز ما حظيت به في أواسط ستينيات القرن الماضي في قاعة الخلد ببغداد عاصمة عراق العروبة من تقييم تعقيباً على بعض قصائدي في ذات الأمسية حينذاك من أقحاح الكلمة والموقف ومن قامات الأدب والفكر، كنازك الملائكة وهلال ناجي وشفيق الكمالي ويوسف الخطيب وعلي الزبيدي وقمر المختار، الذين كانوا يلقبونني بـ»الفتى الفلسطيني»، الأمر الذي زودني بقوة دفع شكلت رافعة قوية لشعر المقاومة الذي كنت واحداً من بناة مداميكه منذ البدايات.

(الدستور)








طباعة
  • المشاهدات: 13642

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم