16-04-2016 10:07 AM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
من منطلق ان الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني هي التي تتحمل مسؤولية حل جميع المشكلات التي تواجه الدولة ومنها مشكلة البطالة ، فمن البديهي ان تكون امام هاتين السلطتين مصلحة الوطن والمواطن اولا وأخرا كان لابد لهاتين السلطتين ان تبحث عن الحلول الممكنة ومن هذه الحلول والتي اعتقد انها اذا استغلت ادت الى التخفيف من مشكلة البطالة وهي استغلال علاقات المملكة الخارجية وخاصة بعدما اصبحت الحلول الداخلية قليلة والفرصة فيها شبه منعدمة عندما اقتصرت هذه الوظائف على ابناء المسئولين وأقربائهم وانسباهم من - السلطتين - كان لابد لهذه السلطات ان تبحث عن حلول لباقي ابناء الشعب لإسكاتهم ، وذلك باللجوء الى الاسواق الخارجية واستغلال العلاقات المتميزة للمملكة الاردنية الهاشمية وسمعتها العطرة ، وسمعة ابنائها من الكفاءات التي هاجرت او هًجرت قصارا الى خارج الوطن هربا من تغول بعض العاملين في هاتين السلطتين عليهم حيث اثبتت هذه الكفاءات قدراتها في الدول التي تواجدت فيها وأصبحت الكفاءات الاردنية مطلوبة لممتلكها القدرات العالية في جميع مجالات العمل المختلفة .
وجلالة الملك اطال الله عمره كعادته - في كثير من الاحيان - هو من يتولى الحلول بعد ان يعجز عنها بعض المسئولين فكان في معظم زيارته العالمية يصطحب معه الوزراء ورجال الاعمال والاقتصاديين للدول العالم المختلفة ويقوم بزيارة المؤسسات والمصانع العالمية الكبرى وذلك للاستفادة من نجاح هذه المؤسسات والمصانع ، والقيام بعمل الاتفاقيات معهم مثل تبادل الخبرات او فتح اسواق او مشاريع لهذه المؤسسات في المملكة الاردنية الهاشمية ، وذلك من اجل ايجاد فرص عمل للشباب الاردني ، سؤالي لهؤلاء الوزراء والأعضاء المرافقين من القطاعات الحكومية او مؤسسات المجتمع المدني هل التقطتم رسالة جلالة الملك اطال الله عمره وتًرجمت على ارض الواقع ؟ الاجابة عند هؤلاء المرافقين .
وبما ان الحكومة ومجلس النواب اعانهم الله على اعبائهم يتبدلون الاتهامات بين بعضهم البعض في مسالة التعيينات في الوظائف لأبنائهم وأقربائهم وانسباهم والكل يلقي بلومه على الطرف الاخر ، وانشغالهم عن حل مشكلة البطالة والتي لم تعد تهم بعض العاملين في السلطتين المذكورتين لان امورهم الشخصية محلولة ، فأنني كفرد من افراد الشعب وغيري الكثير لا يهمه ما يجرى بين الطرفين ، وان ما يهمه هو البحث عن حل لمشكلة البطالة الشبح القادم الذي يؤرق مضاجع ابنائنا على مقاعد الدراسة ، ويهدد مستقبلهم فانه كان لابد لنا من ان نبحث عن حلول لهذه المشكلة ، وعلى هذا الاساس فأنني كفرد من المجتمع اتقدم باقتراح لوزارة الخارجية في الحكومة ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وهو البحث عن فرص عمل لأبنائنا في الخارج معتمداً على ما يلي :
1. الاستفادة من السمعة الدولية للمملكة الاردنية الهاشمية التي اوجدها جلالة الملك على مستوى العالم .والعمل على تجسيد رؤية جلالة في هذا الاتجاه من خلال عمل الاتفاقيات مع المؤسسات الكبرى في مجالات التكنولوجيا والتعليم والإدارة والهندسة والطب وغيرها من المؤسسات الدولية الناجحة وترويج الخبرات الاردنية في هذا المجالات لدى هذه المؤسسات
2. الاستفادة من سمعة الكفاءات الاردنية التي اثبتت قدرات عالية في كافة المجالات في الدول الخارجية ، والترويج على ان الاردن دولة ولادة بالكفاءات المماثلة .
3. الاستفادة من الثقة الامنية التي اولتها جميع دول العالم للعمالة الاردنية التي تهتم بعملها ، وتبتعد عن التدخل في الشئون السياسية او الامنية لدول التي تعمل بها ، وخاصة بعد تقيد العمالة على بعض الجنسيات من الدول التي يشوبها مشاكل امنية .
وبما ان من مهام وزارة الخارجية ومن خلال السفراء والقناصل الفخريين ، فتح افاق لتعاون مع الدول المتواجدون فيها ومن ضمنها اقامة العلاقات الاقتصادية ، فان الانفتاح على الدول الافريقية وخاصة دول افريقيا الوسطى ودول غرب افريقيا حيث تتمتع هذه الدول بموقع جيو - استراتيجية وموارد طبيعية واقتصادية ، هذه الدول بحاجة الى خبرات في كافة المجالات مثل الزراعة والتكنولوجيا والصناعات الخفيفة والمهن المتوسطة والحرفية ،لذا نرجو من وزارة الخارجية ان تنفتح على هذه الدول وان تكون وزارة خارجيتين هي المبادرة باتجاه هذه الدول وفتح سفارات فيها وعقد الاتفاقيات معها في كافة المجالات وتصدير الخبرات لهم في كافة المجالات مما يساعد على التخفيف من مشكلة البطالة لدينا ، وهناك قصص نجاح اردنية في هذه الدول وان كانت قليلة وعلى عدد اصابع اليد والتي أثبتات نفسها بنفسها في تلك الدول ، ومن امثالة النجاح في الدول الافريقية هو تواجد الاخوة اللبنانيون في هذه الدول وبأعداد كبيرة حتى اصبحوا قوة اقتصادية ،في تلك الدول ، وللعلم فان قوانين الاستثمار في هذه الدول تسمح للجميع بالاستثمار في بلادهم ، ولديهم تسهيلات في قوانينهم لعلمي بذلك من خلال لقائي مع بعض الاردنيون العاملين في تلك الدول بنجاح ، والذين كانوا يتمنون على حكومتنا بالتوجه الى هذه الدول من خلال التمثيل الدبلوماسي الغائب عن هذه الدول .
ان الشعب الاردني شعب غنى بقدراته ويمتلك كفاءات عالية في كافة المجالات ، وشعب يستطيع التعايش في كافة الظروف ويتحمل الصعاب ولديه عطاء غير محدود وإخلاص وتفاني في عمله في اي مكان تواجد فيه ، وفوق ذلك كله حب هذا الشعب لوطنه وقيادته وتمثيل وطنه في الخارج على اكمل وجه ،فشعبا تتوفر فيه هذه الصفات ا لا يستحق من السلطتين التنفيذية والتشريعية ان تقوم بواجباتها تجاه شعبها وان تبحث عن فرص عمل لأبنائه وفتح اسواق عمل خارجية لهم وتسويقهم في جميع دول العالم .
ان البحث عن فرص عمل لأبناء الشعب الاردني في دول العالم الخارجية له عدة فوائد عائدة على الجميع منها ما هو عائد على اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية ، وذلك بإخلاء الساحة الداخلية من الوظائف العليا لهم و لأبنائهم وأحفادهم وأقربائهم وانسباهم وما تناسل منهم الى يوم الدين ، والفائدة الاخرى العائدة على الشعب انه اصبح عند الشعب امل ولو بسيط في الحصول على فرصة عمل خارجية .