16-04-2016 10:14 AM
بقلم : رندا تيسير حتامله
فلينهض حافظ الأسد من قبره وليجلس السيسي في المقعد الأول، ليتعلموا أبجديات السياسة من الحكومة الأردنية التي نجحت بإذابة جماعة الإخوان إذابةَ الأسيدِ للحديد دون إراقة قطرة دمٍ واحدة .
أهو ذكاء الحكومة الحكومة الأردنية ؟
أم ضعفُ التجربةِ الإخوانية الأردنية مقارنةً بنظيرتِها السورية التي اجتثتها قوات الأسد بمدة لم تتجاوز سبعة وعشرين يوما سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى المدنين والمسالمين، مخلفةً مجزرةَ حماة التي مازالت ماثلةً في الذاكرة العربية مسطرةً المأساة الأكثر قسوة وتنكيلاً في تاريخ الجماعة، ومقارنةً بالتجربة المصرية التي نجحت بديمقراطيةٍ شعبية ونزاهةٍ شرعية الأولى في تاريخ الجماعة والتي سرعان ما أسقطها فلولُ النظام وجذورُالدولةِ العميقة وماتبِعَ الإنقلاب من إعتقالاتٍ وإراقةِ دماء إخوان مصر وحرقِ كتبِ الإمام حسن البنّا بمنهجها -الذي لاشك- أنه راسخٌ في عقول من إعتنقوا الفكرَ الإخواني.
قد يعتبر البعض بأن هذه المقاربة ليست عادلة لإختلاف أفراد الجماعة وظروفهم في كل بلد، لكن عندما أُقارِبُهم فأنا أنظر إلى المنهج الموحد الذي إنطلقت الجماعة منه والتي تؤمن به بغض النظر عن حاملي راية الإخوان في كل بلد، وهو نهج الإمام حسن البنّا وما انتهجه من مبادىء في الحياة الإجتماعية والسياسية والتي أرست قواعدها في الوطن العربي منذ عقود وحققت تأييداً جماهيريا لابأس فيه لاسيما في فلسطين وتونس ومصر
والأردن التي إحتضنت الإخوان منذ عام ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين ميلادية ومنحتهم حقوق المشاركة في البرلمان والنقابات المهنية ورعاية الكثير من النشاطات وممارسة حقهم بالمعارضة والمقاطعة للإنتخابات وتسييرالمظاهرات والمطالبة بإسقاط إتفاقية وادي عربة وإلغاء التطبيع وتشكيلهم العدد الأكبر والنفس الأقوى في صفوف المعارضة الأردنية حيث كانت الجماعة المظلة الأكثر تنظيماً وحضوراً في صفوف المعارضة وهي الهيئة المرخصة حكوميا والتي تتصدرُ المجلسَ أمام الحكومة .
اليوم ومع إغلاق الداخلية كافة مقرات الجماعة القديمة تكون قد سقطت آخر ورقة توت عن عورة المعارضة الأردنية ومانعتناه بالأمس باسم الحراك الشعبي الأردني
حيث نجحت الحكومة الأردنية بجدارة في تفتيت عزيمة الحزب الأكثر حضورا في محافل المعارضة دون أي تدخل مباشر، أسقطت الحزب بأيدي قلة من أبناءه .
من خلال خطة طويلة الأمد بدأت من عام ألفين وثلاثة عشر مع ظهور مايسمى بمبادرة زمزم، حيث بدأ إنشقاق الإخوان من الداخل وجمع تواقيع تطالب بترخيص جديد للجماعة وافقت عليه الحكومة الأردنية ورعت المبادرة شخصياتٌ بارزة في الحكومة ممن عارضتهم الجماعة بالأمس ومن هنا كانت زمزم أول مسمار دُقَ في نعش الجماعة .
في ظلِ إنشطار الجماعة لشطر القيادات القديمة والقيادات الحديثة التي باتت تهيمن على منشآت وميزانية الحزب برعايةٍ قانونية وحصانةٍ حكومية .
هل ستعتزل القامات الإخوانية القديمة وستكتفي بالتغني على أطلالها؟ أم ستنحني لتنضم للجماعة الجديدة متخليةً عن رؤيتها المختلفة؟ أم أنها ستنتهجُ نهجَ حزبِ التحرير الإسلامي الذي مارس نشاطه بسريةٍ تامة دون مباركة حكومية؟ وإن كان كذلك هل ستنجح القيادات الإخوانية القديمة وأتباعها في غزلِ أوراق التوت لستر نشاطهم وكم شجرة توت سيحتاج السادة ليتستروا من عيون الحكومة التي فاقت حِدَّتُها زرقاءَ اليمامة!!