حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21915

نهج الاعمار ونهج الدمار

نهج الاعمار ونهج الدمار

نهج الاعمار ونهج الدمار

16-04-2016 10:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. نزار شموط
اختتم منذ ايام في عمان مؤتمر المنتدى العالمي للوسطية تحت عنوان ( نهج الاعمار ونهج الدمار ), والذي جاء في توقيت يلامس الواقع المؤلم لامتنا نتيجة الصراع الدائر في كثير من دولنا العربية والاسلامية , والذي اكل الاخضر واليابس في هذه الدول , دمر الانسان ودمر البنيان , واعاد بعض هذه الدول الى نقطة اللاعوده لما كانت عليه قبل الصراع .
كان لي شرف حضور المؤتمر والاستماع للاوراق التي قدمها صفوة من قادة الفكر والرأي من العالم العربي والاسلامي والت تضمنت طروحات ورؤى واجتهادات تسعى لتضميد جرح هذا الواقع المؤلم والوصول لاجراءات تنفيذية لاعادة اللحمة بين جميع الاطراف بتنوير الفكر الذي شوهته طروحات وافكار واتجاهات بعيدة كل البعد عن شرعنا ومنهجنا الاسلامي الحنيف .
لان ما الت اليه حالنا من تطرف وعنف لدى البعض كان بسبب بعدنا عن ثوابتنا وقيمنا الاسلامية الحقة , وسيادة طروحات ومذاهب ترتدي رداء الدين شكلا ومظهراً , ولكنها في ممارساتها وفكرها جاهلية المنحى والمسار .
لقد بتنا طوائف ومذاهب واحزاب وجماعات قادتنا الى التشرذم والتفكك والصراع , والاصعب من كل ذلك ان افكارنا وثوابتنا الدينية والعقديه شابها التشوية , لغياب المرجعيات الحقيقة , وتسّيد المرجعيات المضللة فكراً ومنهجاً .
لقد ركزت اوراق المؤتمر على تأصيل المفاهيم والمصطلحات الحقيقية ودلالاتها والمتعلقة بالدولة المدنية والدينية وولاية الفقيه ودار الحرب والسلام والجهاد, كذلك دور الوسطية في تعزيز قيم البناء والاعمار , ودور الاسرة في بناء ثقافة الحوار وبناء ثقافة المبادرة الايجابية الفاعلة , كذلك اكدت على دور المؤسسات الدينية والاعلامية ومواقع التواصل في نبذ فكر العنف والتعصب وخطاب الكراهية ودور الاعتدال في تعزيز ثقافة السلم والانتماء الحقيقي للوطن والامة واحترام الديانات الاخرى وعدم التضادية مع الاخر بدون حجة , وتأصيل فكر الحوار واحترام الرأي الاخر .
لقد جاءت توصيات المؤتمر للبشر كافة لتؤكد على مقاصد الدين الخمسة ولكل الامم وهي ( حفظ الدين والعقل والنفس والمال والنسل ) تضمن بتحقيقها السلم لكل البشر , واعتبار الارض كلها جيرة واحدة مرعية الحقوق ولا ينبغي لجار فيها ان يظلم الاخر , وان يكون هنالك توافق اممي تجمعه ميثاق وكلمة واحدة سواء لا يكون فيه تناحر ولا تظالم ولا استغلال , بل تعاون في نشر العلوم والمعارف التي تخدم انسانية الانسان , وتشكيل هيئة عالمية للتضامن ومساندة ضحايا النكبات في كل ارجاء المعمورة , والايقاف الفوري لاسلحة الدمار الشامل وتغليب لغة العقل والمحبة والرحمة والعدل بين الشعوب , وكل هذا مستمد من ديننا الحنيف .
نسأل الله ان تلاقي توصيات هذا المؤتمر الذي سعى من خلال الطروحات والتوصيات التي قدمها صدى ايجابي على المستوى العالمي , ليتعرف اصحاب الراي والفكر والسياسة في العالم على حقيقة ديننا الحنيف , هذا الدين الذي جاء للبشرية كافة دين سلام ورحمة ومحبة لا دين عنف وغلو وتطرف .











طباعة
  • المشاهدات: 21915
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم