17-04-2016 10:27 AM
سرايا - سرايا - عرضت في نادي الابداع في الكرك على مسرح مركز الحسن الثقافي، مسرحية ألم عابر» من إخراج عبدالله جريان.
المسرحية التي ستعرض لاحقا في جميع المحافظات الاردنية، برعاية مؤسسة عبدالحميد شومان، هي التجربة الثانية للمخرج جريان بعد مسرحية شرود التي يقدمها مع مؤسسة شومان.
تتناول المسرحية رسائل متنوعة منها مقدار الخسارة الكبرى التي يتكبدها الإنسان، في حال ابتعاده عن الدين، وهجا العرض أولئك السطحيين الذين ينعتون الإنسان المتمسك بقيمه الدينية ب»المتخلف»، كما انتقدت بشدة الأساليب الأمنية البيروقراطية التي تنال في النهاية من حق الإنسان في التعبير عن نفسه، بحسب حوارات المسرحية، إلا ان المعنى العام للمسرحية لخص مقولة العرض التي ظلت تردد حواريا طيلة مشاهده (الذي لايستطيع حماية بيته لا يستطيع حماية البلد).
حكاية العرض، جاءت انثيلات لتداعيات وأحداث متخيلة داخل شطحة ذهنية دامت لثوان أصابت شخصية (الأم)، إلا أن الرؤية الإخراجية ركزت معالجتها على أحداث جسام، التي استغرق تعاقب زمنها الداخلي ساعة واحدة، قد تعصف بالبلد والوطن العربي والعالم، في حال عدم تدارك هذه (الأم) لهذه الشطحة الزمنية، والرجوع إلى الواقع، في السياق الرمزي للمسرحية.
وكما في عرضه السابق «شرود» يتمسك جريان بإسلوبه الأثير لديه وهو أن ينحى بالأحداث نحو الكوميديا والتهكم المنشط للذهن بعيدا عن التهريج، وأيضا اتكأت الرؤية الإخراجية، على طرح المعاني الدلالية أساساً، على توظيف تقنية الذاكرة الإنفعالية، وبالرجوع بالأحداث إلى الوراء لكشف المتغيرات الكبرى التي أسهمت في تغيير أمزجة وهواجس الشخوص التي ضمت أساسا أفراد عائلة واحدة تشتتها الأنماط العولمية الرأسمالية السائدة في المشهد العالمي.
ينهض بأداء المسرحية كل من المثنى القواسمة ومحمد الجيزاوي ورناد ثلجي وهناء الشوملي ومحمد شحادة ودلال فياض ومجد عفيفي ومحمود زغول وسيف المشاقبة ويزيد العتوم واحمد الجيزاوي ومصمم الاضاءة ماهر الجريان ومنفذ الموسيقى طارق قظام.