18-04-2016 10:39 AM
سرايا - سرايا - قرأ الشاعر حيدر محمود قبسا من قصائده التي تغنت بالوطن ومحبوبته مدينة عمان وادراجها،وتأسى على ما آل اليه حال الامة من انتكاسات وتشظي في امسية تكريمية له وللناقد الدكتور زياد الزعبي، نظمها بيت الشعر العربي التابع لرابطة الكتاب الاردنيين مساء امس السبت في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة.
وسلط الدكتور زياد الزعبي في الامسية الضوء على الكتاب الذي صدر له بعنوان: (حيدر محمود، قراءات في تجربته الشعرية ألف بينها وشارك فيها زياد الزعبي).
وأشار إلى ان اللغة الشعرية عند حيدر محمود «التي تتشكل من مثل شعبي، وأهزوجة شعبية سائرة تشد القارئ إليها مرتين: مرة لأنها تسمعه لغته أو أغنيته،وأخرى لأنه يرى كيف صارت شعرا، وهذا فعل يعمق إدراكه لدلالاتها التي تنبثق على نحو تلقائي من التفاعل الخلاق بين الصوت الجماعي نحن/الناس، وصوت الشعر أو الشاعر.
وتابع الناقد الزعبي في الامسية التي حضرها عدد كبير من النخبة المثقفة، «الدم لا يصبح ماء»، «هبت النار والبارود غنى»، هذه لغة الجمهور أو إذا شئنا لغة العامة المحملة عندهم من خلال ارتباطها بسياقات ومواقف اجتماعية وثقافية، بمحمولات وجدانية انفعالية مؤثرة، غير خاضعة للجدل، هذه اللغة تعود إلى الجمهور في إطار شعري فعال يرسخ لديهم الإحساس بعظمة الاتحاد والنخوة التي تبعث الحياة عبر الفداء والشهادة، عبر الدم الذي يحيل الموت حياة، فيصبح الدم الذي كتب به الأردنيون «كرامتهم» نسغ حياة لا يموت».
وقرأ الشاعر محمود قصيدة «فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن» التي يتأسى فيها على ما وصل اليه حال الامة العربية قال فيها: البحور انتهت.. ولم يبق الا ان نغني على مقام «الخفيف» في زمان الارقام، لا وزن للحرف وان كان سيدا للحروف كل شيء قلناه، فوق رصيف العمر، مازال فوق ذات الرصيف لم يغير صراخنا غير ما كان رغيفا.. قد صار نصف رغيف! كما قرأ قصائد «صار لدينا سودانان» و»اخرجوا من حياتنا» و»هرمنا» و»نعي السيدة نفيسة» و»عرب ولكن» و»على اطلال قرطاج» و»متى يسقط المطر» ، و»درج الكلحة» التي أنسنن فيها درج الكلحة الكائن في وسط عمان القديم، في نوستالجيا استذكارية تستحضر الماضي ببساطته ونقائه وحكايا العابرين منه واليه.
وكان رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الدكتور زياد أبو لبن في مستهل الامسية التكريمية اعرب عن سعادة الرابطة البالغ بتكريم هاتين القامتين الأدبيتين،شاكرا لبيت الشعر هذه السنة الحميدة التي سنها في الرابطة، في الوقت الذي أشار أمين بيت الشعر العربي في الرابطة الشاعر لؤي أحمد الى أن حفل التكريم يأتي في سياق احتفاء البيت بمجموعة من الشعراء والنقاد الأردنيين المكرسين الذين كان لهم مشروعهم الشعري والنقدي الخاص وبصمتهم الأدبية الفارقة على الساحتين العربية والدولية، «نحن اليوم، في هذه الأمسية العمانية الفارقة، على موعد مع شاعر ناقد وناقد شاعر، كلاهما شاعر على طريقة ناقده وناقد على طريقة شاعره، وهما وإن فرقتهما الأدوات والأجناس فقد جمعتهما الريادة والصدارة كل في مضماره».
وفي ختام الامسية سلم رئيس الرابطة واعضاء الهيئة الادارية درعي الرابطة للشاعر محمود والناقد الزعبي.