18-04-2016 02:54 PM
بقلم : د. نزار شموط
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسبوع الماضي تداولا كبيراً لموضوع التسريبات لتجاوزات التعينات لابناء النواب , وكذلك تجاوزات تعينات الحكومة خارج صلاحيات ديوان الخدمة المدنية .
وما تبعها من توجية الاتهامات للحكومة من النواب بدءاً بالرئيس وانتهاءاً بافراد الحكومة ورؤساء المؤسسات شبه الرسمية والهيئات المستقلة , واخرها التعينات في العقبة الخاصة , وما دار في مجلس النواب من حوارات جانبية في هذا الموضوع , وكان اشدها ما دار منذ يومين من نقاش حاد وكيل للاتهامات من النواب للحكومة وبلهجة كانت الاشد حول هذا الموضوع . وهذا كما اسلفت اشعل مواقع التواصل الاجتماعي , والتي وجدت في هذا الموضوع صيد ثمين , تصدر اهم الاخبار لديها .
والاسئلة التي تطرح نفسها : لماذا كُشفت هذه التسريبات من كلا الطرفين في الوقت الحالي ؟
ولماذا سكتت الحكومة على تجاوزات النواب في تعيينات غير قانونية في المجلس طيلة عمر هذا المجلس , واين الجهات الرقابية ؟
ولماذا سكت النواب على تجاوزات الحكومة في اشغال وظائف برواتب مجزية وبدون عدالة , الى ان تم تسريبها , واين الرقابة والمساءلة النيابية من كل ذلك ؟
ولماذا شعرنا بالشخصنة في الطرح والنقاش الذي دار واحتد حول الموضوع من الحكومة والنواب , وكأنه صراع على غنائم هي حكر لكلا الطرفين ؟
واين الشفافية , والنزاهة , ومحاربة الفساد وتجفيف ينابيعه , وهل هي شعارات مرحلة انتهت صلاحيتها ؟
تشعر ان وراء هذه المسرحيه غايات واهداف وإعداد لمسرحية اخرى نجهل حبكتها وسيناريوهاتها .
وربما ما حدث هو بهدف حرق الاوراق , وخاصة ان المجلس الحالي والحكومة يتهيئان لتسليم العهده والرحيل , ولم يعد لاي منهما منفعة عند الاخر !
او ان هناك من يتصيد بالماء العكر , ليسوق على الشعب الامانة والنزاهة تمهيدا للترشح للانتخابات القادمه !
والغريب انك تشعر ان هناك اطراف حياديين من النواب , ليس لهم صوت ويرقبون ما يدور بحياديه مؤرقه .
على كل الاحوال ستبدي لك الايام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من لم تزودي .
كان الله في عون من ليس له وزير او نائب او مسؤول يدعمه ويلقمه شيء ولو كتن يسيراً من الكعكة التي هي حكر لهؤلاء , ومحرمة على غيرهم من العامة الذين ليس لهم حول ولا قوة الا رحمة الله .
ولكن حسبنا قوله تعالى ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
حمى الله الاردن من كل مكروه , انه ولي ذلك والقادر عليه .