18-04-2016 02:55 PM
بقلم :
تعلمنا في مدرسة الحياة التفريق بين نوعين من البشر بين من يقول ويفعل , وبين من يقول ولا يفعل , أما الذين يقولون بحب وطنهم ويفعلون ذلك عبر الممارسة العملية على أرض الواقع فهؤلاء هم المنتمون الحقيقيون لوطنهم , وغالبا ما يكون هؤلاء من الغالبية الصامتة , وهم جنود مجهولون لا تخلو منهم زوايا الوطن واطرافه ووسطه وفي جنباته المتعددة , فتراهم في كل وظيفة عامة , وفي كل عمل حر , وفي كل ثغر من ثغور الوطن يحملون حبه كما يقدمون ارواحهم واكفهم دفاعا عن ثراه ودفعا لعاديات الزمان وصروفه .
كما تجد منهم في كل طبقة من طبقات المجتمع , وفي كل فئة من فئاته , تجد بعضهم في الوظيفة العامة يثبت على مبادئه ويصون نفسه ليحافظ على عفة يده من أجل مبادئه ووطنه , وتجد من هذا الصنف في الأعمال الحرة يمد يده لكل طالب للعمل والمساعدة , وما بناء المصانع التي تشغل الأيدي العاملة التي تعيل الأسر إلا دليل على هذه الفئة التي تقدم لوطنها , وترفد خزينة الدولة بالضرائب التي تتحول إلى بنية تحيتيه لهذا الوطن , وهذا الصنف من الناس هو صاحب اليد الطولي في بناء المساجد والجامعات ومعاهد العلم ومختبراته , والقائمة تطول من هؤلاء لم يبحثوا عن الكراسي, ولم يبحثوا عن المناصب , هؤلاء هم القابضون على جمر حب الوطن , فتحية لكل فرد منهم على وطينته الحقه في أي موقع كان , وفي أي عمل كان .
وأما الذين يقولون ولا يفعلون فهم المدعون للوطنية , وعامة الناس تعرفهم من قصورهم , وسياراتهم الفارهة , وجنسياتهم المتعددة , وطبيعة حياتهم , وطريقة عيشهم وهم الذين اثروا على حساب قوت الشعب ومقدرات الوطن تراهم خلف المكاتب الفاخرة وفي البنايات الشاهقة , وفي القصور الأنيقة , ومثل هؤلاء يبحثون عن مصالحهم فقط ولو كان ذلك حساب الوطن ومصالح مواطنيه .
فشتان بين من رضع حب الوطن وقدم الدليل العملي على ذلك , قبض على جمر حبه مع فقره وحاجته وقلة ذات يده , وبين من أدعى حب الوطن بقوله وخالف قوله فعله , فالتاريخ شاهد لكل منهما , والشعب يشهد بما يراه في واقع حياته لكل منهما , وشهادة الأيام اصدق شهادة لكل من عاشها .