حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30159

راحلون في ذمة الله خدموا مدينة السلط

راحلون في ذمة الله خدموا مدينة السلط

راحلون في ذمة الله خدموا مدينة السلط

18-04-2016 02:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس

كثيرون هم رجالات السلط الأوفياء الأنقياء الذين تركوا بصمات واضحة في خدمة مدينة السلط وأهلها، ومثل هؤلاء الرجال الأوفياء لا بد من ذكر أسمائهم وأفضالهم على مدينة السلط، حيث يشهد لهم من يعرفهم وعاصرهم، وللوفاء لهم لا بد من القاء الضوء على سيرتهم واخراجهم من عالم النسيان. وعليه أتحدث هنا عن شخصية سلطية قدَّمت للسلط وأبنائها الكثير من الخدمات، وكان مثالاً للحكمة وصدق الانتماء لمدينته ووطنه وهو "الشيخ الحاج محمود الحياري" رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جِنانِه.
كان انساناً بمعنى الانسانية، بدأ حياته متوسط الحال وبعد أن اجتهد وأصبح ميسوراً ومن رجال الأعمال، أخذ يتفقد الجيران والأقربين ويقدم لهم المساعدة، كان يدعم الطالب الفقير ويدفع عنهم رسوم المدرسة، كما يدعم الذي يتعلم على حسابه الخاص ولا يستطيع اكمال دراسته لحاجته إلى المال، كما كان يرعى الفقراء واليتامى، وهو ممن أسس جمعية السلط الخيرية الاسلامية التي لها باع طويل في مساعدة المحتاجين، ومن مؤسسي مركز الهلال في السلط وذلك لرعاية الأيتام. نترحم على هذا الشيخ الفاضل وعلى زمانه، كان أقرباؤه ومحبوه يطلبون منه الترشح لعضوية بلدية السلط وكلما رشح نفسه لهذه المهمة ينجح ويحرز مركزاً متقدماً ويكون نائباً لرئيس البلدية. وهو يتمتع بذكاء وفهم في البناء والطرق، لذا كان يوجه أعضاء البلدية لتحسين شوارع مدينة السلط وفتح الطرق التي لا تصلها السيارة.
كان من الذين ثبتوا مصنع الأدوية في السلط بعد أن كاد أن يرحل إلى منطقة أخرى خارج السلط، وأدخل تحسينات على بركة العامرية في السلط، وهو من عارض بشدة هدم مبنى السرايا والوكالة. ومن أفعاله الخيرة التي تركها بعد وفاته هذه القصة الحقيقية التي أرجو الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته.
كان أحد أبناء مدينة السلط قد اشترى قطعة أرض وهو عسكري بسيط ويعيل عائلة كبيرة وحالته على باب الله تعالى كما يقولون، وقد استطاع بمساعدة من حوله أن يبني بيتاً صغيراً ليستر عائلته وكان لسوء الحظ أن ثلث البيت الذي بناه يقع في أرض جار له وهو من الملاكين الكبار، والذي رفع قضية على صاحب البيت، وبعد أن أخذت المحكمة شوطاً طويلاً صدر الحكم المشؤوم بإلزامه بالهدم و الازالة.
ولما كان المشتَكَى عليه لا حول له ولا قوة، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً أمام هذه المصيبة التي سببها خطأ مسَّاح إلا أن القدر ساق هذه المشكلة إلى الشيخ "الحاج محمود الحياري" عليه رحمة الله تعالى، ذهب الشيخ إلى صاحب الأرض وحاول أن يحل المشكلة معه لكن صاحب الأرض قال : لازم يهدم الجزء الذي يقع داخل أرضه وعندما تعذر الوصول معه إلى حل طلب منه الشيخ شراء أرضه بالسعر الذي يحدده فباع الأرض للشيخ وبنى عليها مسجداً وأبقى البيت الذي كاد أن يهدم على حاله، حيث قال لصاحب البيت لا يمكن أن يهدم البيت وخشمي يشم الهواء، وقال لصاحب البيت بعد أن اشترى الأرض اذا أردت أن توسع بيتك فلا مانع عندي وكان أن عانق صاحب البيت الشيخ الجليل والدموع تنهمر من عينيه على كتف صاحب المعروف "الشيخ الحاج محمود الحياري". قال الشيخ له: اطمئن يا أخي الدنيا فيها الخير.
رحم الله هذا الرجل حلال النشب وأمثاله الذين آمنوا وعملوا الصالحات فطوبى لهم وجعل الله تعالى قبورهم روضة من رياض الجنة.

dabbasmnwer@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 30159
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم