21-04-2016 10:39 AM
سرايا - سرايا - استعرضت استاذة اللغة بالجامعة الأردنية الشاعرة مها العتوم تجربة القاص سعود قبيلات في مجال القصة القصيرة، في خمس مجموعات الخمس، وهي: «مشي» التي عدتها من نمط القصة القصيرة جدا، و»بعد خراب الحافلة» وأسلوب الحكاية.
كما تناولت العتوم في المحاضرة التي نظمها منتدى الرواد الكبار أول من أمس مجموعة «الطيران على عصا مكنسة» التي صنفتها ضمن القص المتداخل.
وتوقفت الناقدة العتوم عند مجموعة «1986»، باحثة في استفادة القاص من تقنيات الرواية، ومجموعة «كهفي» أعماق اللاوعي، أو القصة السيكولوجية.
وقرأ القاص قبيلات في الأمسية التي أدارتها القاصة سحر ملص مجموعة من قصصه منها: جثة ، غفوة ، محطة ، كأس ، تجهم ، مشي ، رماد ، سجن ، إنحناء ، غريب ودهشة.
إلى ذلك لفتت العتوم إلى تنوع معالجات الكاتب للقصة، لتشتمل على أكثر من جنس أدبي، لتشتمل القصة القصيرة جدا، والحكاية، والقصة الطويلة والقص المتداخل، والرواية والسيرة الذاتية والقصة السيكولوجية، وهذه الأشكال ليست أشكالا مفرغة من المضامين والتقنيات الفنية التي تؤيدها وتمنحها شكلها النهائي الخاص والمتميز.
في الورقة التي قدمتها منتهجة فيها الأسلوب التحليلي، بعنوان «آفاق القصة وحدود الرواية عند سعود قبيلات، لفتت العتوم إلى عناية القاص الخاصة بالتجريب والتجديد على أوسع نطاق، مستدركة دون أن يكون ذلك على حساب الفن، والقيمة الجمالية للقصة القصيرة، حيث يؤدي التجريب كل مرة وظيفة فنية جديدة، فيفتح آفاق القصة ويوسعها، مستغلا كل طاقات القص القديمة والحديثة على حد سواء، مما يمنح قصته على اختلاف الأشكال التي يقدمها بها للقارئ حيوية وفضاءات مفتوحة ومدروسة في الوقت ذاته.
وقالت إن الكاتب حاز موهبة فطرية، تدعم وجودها واستمرارها بثقافة عالية، وبذائقة مدربة، في الإلقاء وفي التلقي في الوقت ذاته. ولذلك فإن كل مجموعة من مجموعاته القصصية ، تبدو كأنها تجترح نمطا وأسلوبا خاصا جديدا،لا ينفصل بالضرورة عما سبقه وما يجيء بعده، ولكنه يستغل إمكانية جديدة من إمكانيات القصة المتعددة، ويطورها بما يخدم لغته وأسلوبه،ويحميها من السقوط في التكرار والنمطية والابتذال والتحجر.
المحاضرة لم تغفل مجموعات أخرى، متوقفة عند بعضها، مبينة أن كلا منها يمكن أن تعد قفزة عن المجموعة الأخرى، لأنها تشتق لها طريقا وطريقة متفردة عن السائد، ومبتعدة عن الجاهز والنمطي، وهي بمجموعها لا تنصاع لشكل واحد ثابت، بل تبدو كأنها أنواع فرعية متباينة ضمن الجنس الأدبي الواحد وهو القصة القصيرة. ثم إن هذا التنويع لا ينفصل عن القضايا والمضامين التي انشغل بها الكاتب، وقدمها في قصته.
وكانت رئيسة المنتدى هيفاء البشير، وهي بالمناسبة قاصة، ألمحت إلى خصائص القصة ورسالتها، لافتة أنها: تُخلّد اللحظاتُ على مدار الزمن ، حيث تسجل دقائق حياة الإنسان ، ولطالما تعلق الإنسان بهذا النوع من الأدب ، فكيف إذا كان نابعاً من تجربة عميقة ومتنوعة جذورها ضاربة في أعماق السجن، مختتمة بالقول: إن قبيلات يحمل رؤية واضحة تنحى بالإنسان نحو الحرية والسمو...