21-04-2016 10:40 AM
سرايا - سرايا - قدم الباحث أسامة بركات قراءة راهنة لكتاب « طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد « لعبد الرحمن الكواكبي , معتبرأ أن الإستبداد لم تتغير صوره ووسائله وأهدافه منذ كتب الكواكبي كتابه , رغم مرور أكثر من قرن على هذا الكتاب.
وعرف المحاضر مفهوم الاستبداد بحسب ما ذهب إليه الكواكبي، لغة بأنه غرور المرء برأيه , والأنفة عن قبول النصيحة، اما في السياسة وهو ما يهمنا فهو تصرف فرد او جمع في حقوق قوم , بالمشيئة , وبلا خوف من تبعه.
وقال إن الكواكبي يرى أن المستبد هو الجبار الطاغية , والحاكم بأمره , وعلى مستوى الدول والحكومات فهو صفة للحكومة المطلقة العنان فعلا , التي تتصرف في شؤون الرعية , كما تشاء بلا خشية من حساب, ولا عقاب.
وفسر بركات في المحاضرة التي ألقاها في ملتقى الثلاثاء الفكري استبداد الحكومة بالقول أنها اما ان تكون غير معنية بالزام نفسها بقانون او شريعة محددة تسير وفق معطياتها , وهذه الحكومة تكون مطلقة الصلاحيات , ويمكن ان تكون الحكومة مقيدة بنوع من القوانين , ولكنها قادرة بنفوذها إبطال قوة هذه القوانين , سواء كانت هذه القدرة بالرشى المالي او المعنوي.
وأشار إلى أن الاستبداد لا سبيل لتخطيه الا بضوابط عملية تحكم العلاقة بين السلطات وتكون فيها السلطتان التنفيذية والتشريعية مسؤولتين عمليا لا شكليا امام الامة والشعب.
وبين المحاضر أن الكواكبي ربط بين العلم والاستبداد حيث يبدأ الحديث عن العلاقة بين العلم والاستبداد بقوله: (لايخفى على المستبد ان لا استعباد إلا ما دامت الرعية حمقاء , تتخبط بالظلام والجهل) ويقول بان الادب والخطابة من اخطر العلوم التي يخافها الحاكم المستبد ,ويقول ان للعلم سلطانا اقوى من سلطان المستبد.
وربط د. موفق محادين في مداخلته بين التحولات التاريخية التي كانت تحدث في عصر الكواكبي وبين مؤلفه، لافتا أن ما شهده وطننا العربي قبل خمسة أعوام لا يختلف في فحواه عن التحولات التي كان الاستعمار الانكليزي والفرنسي يقودها، بينما أشار احمد ابو شاويش إلى أن كتاب الكواكبي يجب أن يقرأ بوصفه مقاومة ضد المستعمر العثماني , ولفت مجدي ممدوح النظر إلى تطور اساليب الاستبداد في عصرنا الراهن , حيث اصبح الاستبداد عابرا للدول , مثال ذلك الاستبداد الذي مارسه صندوق النقد الدولي , والبنك الدولي ضد الشعوب.