حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16276

في اللويبده رائحة الياسمين

في اللويبده رائحة الياسمين

في اللويبده رائحة الياسمين

07-11-2010 08:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 كنت صغيرآ عندما قررت و صديقي زيارة اللويبده ذات صيف , حيث قال صديقي إن كبار عمان يقطنون هنا ، كنت أناظر البيوت العتيقة و أسترق السمع لصديقي عندما قال جملته فوجدتني أسرح بمخيلتي وكأني أشاهد كبار عمان و بيوتهم و سياراتهم و حياتهم و حديقتهم ، فتكونت لدي صورة عن جبل اللويبده منذ عشرين عامآ و لم تتغير .

 جبل اللويبدة حيث كان يسكن الأغنياء و حيث كنت تشاهد البنات الجميلات و شبابآ كانو يمشون و يحملون كتب و مجلات حيث كانت تباع في الدكاكين هناك و ثمة شاب و حبيبته يلتصقون على جدار لوزميلا و أخرون يمرحون في حديقة عليها حارس ستيني لطيف و شاب يافع يصعد درج البلد و بيده مسطرة تشير الى جامعته .

 مشينا وقال صديقي هنا كانت دار كلوب باشا ، ذاك الذي طردناه على حين ثورة , و قال أن في اللويبدة عاش وزراء و زعماء و قاده وقال هناك بيت زيد الرفاعي وكان الحرس دائماً ما يعطوا أبائنا خبز الجيش وفي الافق هناك سكنت أميرة و هنا زار الحسين رفاقه و من هنا مرّ عرار وهنا تغنى في أفق عمان مؤنس الرزاز .

 في اللويبده رائحة الياسمين و وبيوت قديمة توزّع الجوري على أسوارها ودارة للفنون أشتراها شومان للمبدعين هناك و بلكونة مطلة على السواد الذي ينبعث من فوضى عمان و وسط البلد و على رائحة عرق العمال المتعبون .

في اللويبده التقيت و سميح القاسم و هناك كان قد القى ما جاد به من ألق وغنى لفلسطين و قال : تقدموا تقدموا , وهناك شاهدت لأول مرة رسمات كان قد أبدعها ناجي العلي قبل أن يموت على ورق صحف أغتالته قبل الممات .

 في اللويبده قلب عمان القديمة و مسكّن التجّار و السياسيون و المثقفون قبل أن يغادروها الى عبدون التي تعجّ بالمال و فوضى المولات و الكتب التي أستبدلوها باللاب توب و البلاك بيري و للوحات تشكيلية أستبدلوها بفن المكائن من صنع الصين .

 لا زالت اللويبده ترسم على صباح عمان الألق و تنثر عبير ياسمينها المعتق في سمائها و تعج بالأحاسيس التي تولد هناك وتموت حيث ننوي مغادرتها إذ ما نوينا التوقف عن متعة الروح عندما تلتقي بالروحِ وسط غيابها .

 للويبده مكانة وسط قلوب اهل عمان و زوّارها و سيّاحها منذ الرفاعي و سليمان النابلسي و حسني فريز الى يومنّا حيث ستبقى قلب عمان و قلب الوطن النابض عشقاً و حباً و ثقافة لا تموت .








طباعة
  • المشاهدات: 16276
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-11-2010 08:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم