25-04-2016 03:53 PM
بقلم : إياس المطارنة
عينٌ واحدةٌ أجادت رُؤية أمّة الأحرار كما يشتهيها صنم ، فأحالتها قُطعانَ ذئابٍ بأنيابها لكنّها مُجرد غنم ، صَنعت لنا فِكرة التّحرّر مِن قّصرِ السّلطان بأفكارِ الهَدم ، استعبدوا عُقولنا حتى باتت الورقةُ هي التي تكتبُ على القلم !
فالناظر المُتأمّلُ بواقِعنا يجدُ أنّ أفكار الحُرية قد أُمليت علينا ، و ما هي إلّا قِطعٌ مُبَعثرةٌ من أمجادِ أبطالٍ سطّروا ملاحِمَ بُطولتهم بولائهم لتلك الأفكارِ التي أجادت نظرية المُؤامرةِ إقناعهم بها و غدونا نحنُ صُفوف الشُّهداء من بعدهم ننتظرُ فُرصةً ننالُ بها المجدُ مثلهم ، أمّا الخَونة أيضاً ينتظرون فُرصة المُقايضة باللاشيء مقابل اللاشيء !
سأبتعدُ الآن عن الضّبابية بكلماتي لأقول :
أوَدُّ أن أُذكِّرَ نفسي و أُذكِّركُم أننا أُردنيون !
نعم أردنيون بإسلامنا و قوميتنا ، أردنيون بأرضنا و لُغتنا ، أردنيون بفقيرنا و غنيّنا ، و لا أجِدُ ما ينفي أُردنيتنا إلّا الخِيانة بِنِيّةِ الخيانة أو الخيانة بمحض الغباء !
لا يوجدُ في وطني الأردن ما يدعو لأن تكون إسلاميّاً مُتعصّبا أو قومياً ثائراً أو علمانياً مُتحرراً أو ماسونياً طامِحاً ، فالأيديولوجيات التي نجحت خارج أُردننا ليس بالضّرورة أن تكون ناجحةً داخله .
ما يطلبه وطننا بحق هو أحزاب حقيقية صاحبة برامج نهضوية لا شعارات جوفاء ، أحزاب لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة تُمسكُ بيدٍ واحدةٍ هي يد الأردن ، أحزابٌ تفترقُ بالبرامج و تلتقي بنهضة الوطن ، تسحبُ من الملك بعض الصلاحيات التي لا تليقُ لا بهِ ولا بالوطن أن تكون بيده ، تُشكّلُ حكومات برلمانية بتفوّق برامجها ، تلك البرامج التي لا ترى الإصلاحَ بإفساد ما مضى ، ولا ترى البناءَ بهدم ما مضى ، ولا ترى التّشريع ثوباً يليق بها وهو يكشفُ عورة الوطن .
إنّ أول خطوةٍ من خطواتِ التّحررِ هي إيقاف جلد الذّات بأفكارٍ لا تليقُ بوطننا ، نبقى نُصارع الأيّام بها على حِساب أرضنا و نهضتنا ، فلا هي من نسجنا و لم و لن تكون لنا ، الإخلاص للوطن يكون منه و له ، و دثرُ كل ما لا يليقُ به .