28-04-2016 04:57 PM
بقلم : رياض خلف النوافعه
عندما يتفاخر نوابنا ورؤساء حكومات سابقين وذوات ومسؤولين، بأنهم عيّنوا المئات من العاطلين عن العمل بمختلف الوظائف الحكومية، وإيصال الطامحين بالمناصب العليا، للعلياء والمجد بدون وجه حق وخدش واضح للعدالة الاجتماعية واختراق الأسس والتعيينات بداعي الحاجة للتخصصية والإبداعات الفنية، ومنهم من تفاخر بجلب الكثير من المشاريع التنموية لمنطقة ومحافظة بعينها، فكل هذا قد يزيد من سعادتنا، ومن جهة اخرى قد ينزع الثقة من بعض مؤسساتنا الادارية ووزراتنا الخدماتية ؛ فتزداد سعادتنا؛ لأن المعينين من أبناء الوطن الواحد، والمستفيد بالتأكيد محافظة أردنية عزيزة على كل مواطن أردنيّ، وقد ينزع الثقة بمؤسساتنا ووزراتنا عندما يختل فيها منسوب العدالة.
بالطبع لأن الأردن لا يقتصر على العاصمة وضواحيها فقط، أو مدينة العقبة الاقتصادية التي تنثر الرّمال بها تخرج ذهباﹰ، بل هناك منطقة أردنية يطلق عليها وفق التصنيف الإداري لواء ذيبان تنثر التراب بها تخرج فقراﹰ وبطالة وقهراﹰ، وتناست لا بل غيبت عبر سنوات من الزمن وكأنها أسقطت من خارطتنا الجغرافية والسياسية، ولم يعّد لهذه المدينة التاريخية التي حكمها الملك ميشع في منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد، والتي سطّر من خلالها الملك "ميشع" ورفاقه العديد من الانتصارات العسكرية والحضارية ولعلّ مسلّته الشهيرة التي تقبع حالياً في إحدى اللوحات الزجاجية في متحف اللوفر في باريس شاهدة على عظمة هذه المدينة الأردنية الخالدة، التي تسابق رجالها في الذّود عن تراب الوطن كلّما علا الصوت طالباً الجهاد.
لست بالطبع عنصرياً ولا من محبيّ المنطقية والإقليمية و الجهوية_ لا سمح الله_؛ ولكنها ذيبان التي لا أذكر يوماً أنّ شابها القصور، أو أن شبابها عصوا ربّانها في التواجد على الثغور، أو أنهم تخلّفوا عن دفع فواتير الخدمات من أجل أن يعلا البنيان، ويعمّ الأمن والسّلام، فتواجدوا في ساحات العزّ رافعيّ الرايات، ليبقى الوطن شامخاً ومحلّقاً في العلياء، فوقفوا مع الوطن في رخاءه ولم يغادروه في محنته السياسية والاقتصادية؛ لأنها الأردن لا يخلد إلا في القلب؛ ليبقى ساكناً في مكان لا يهوى إلا الحب والمجد.
لذا من حقنا أن نطالب بمزايا لأبناء هذا اللواء بالوظائف الحكومية وبالمناصب العليا، وبالتعليم والخدمات الصحية، وتنشيط الحياة السياحية والزراعية، واحتضان المتميزين والمتفوقين وأصحاب الكفاءات الأكاديمية، كما يتفاخر المسئولين والذوات والنواب وغيرهم بالتعيينات والترقيات والتنفيعات من باب المنافع الشخصية والمنطقية وكسب الشعبية.