30-04-2016 04:18 PM
بقلم : عيسى محارب العجارمة
تكتسب زيارة عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني للرياض ولقائه أخيه الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله أهمية مطلقة تؤسس لشراكة استراتيجية متينة أساسها العلاقة الطيبة بين جلالة الملك وولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان وكلاهما مع سمو الشيخ محمد بن زايد أنموذج للقادة العرب الاقوياء الذين واكبوا روح العصر بمختلف الصعد الامنية والعسكرية والحربية .
فجلالة الملك يشكل قدوة لجيل جديد من القادة الخليجيين الجدد يستلهموا تجربته في الحكم خلال قيادته للاردن الجديد بعيد رحيل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، فالمنطقة تغلي كالمرجل بنيران حروب مدمرة كارثية تحتاج لحلها حكمة ملك مجرب وقائد عالمي فذ هو ملك الاردن الذي أستنجدت به الرياض لتحسين صورتها في العالم العربي والغربي بعد نفاذ الحلول القتالية في سوريا واليمن فهو ورقة الرياض الرابحة في مواجهة الضغوط الغربية لحلول سريعة لأزمة اللجؤ السوري نحو أوروبا وضرورة وقف الرياض دعمها التسليحي لقوى المعارضة السورية وهو مطلب غربي عاجل للغرب لابد منه سعوديا والملك صديق صادق للسعودية لن يورطها كما فعلت معها قطر بمستنقع اليمن او كالثعلب اردوغان الذي يجر الرياض للكارثة في سوريا عبر تدخل جوي او ارضي ويضعها وجها لوجه مع الة الحرب الروسية .
هنا أتجه سمو الامير محمد بن سلمان شمالا نحو الجار القوي والمحنك في مواجهة الضغوط الغربية على مدار سنوات الازمة السورية فعلى سبيل المثال لا الحصر رفضت عمان دخول 50 الف لاجئ سوري لا زالوا عالقين نتيجة رفض الدوائر الامنية الاردنية السماح لهم المكوث في الاردن لعلامات استفهام بحقهم وقد قامت قيامة الغرب ضدالاردن الذي عالج الامر بحنكة عز نظيرها في العالم العربي سواء بكارثة اللجؤ السوري او غيرها عبر اكثر من 15 عاما من حكم الملك القوي بالشرق الاوسط والعالم عبدالله الثاني .
يبدو ان الاستدارة الكاملة للرياض صوب عمان قد اسقطت في يد الغرب وطهران ولربما موسكو صديقة ملك الاردن مثلها مثل الغرب تماما ومعهم جميعا المعارضة الاردنية الداخلية الضيقة سواء الاخوان المسلمون او الصقور العشائريين كالدكتور عويدي العبادي الذي جانبه التوفيق بمقال اخير عن دور خفي للسفيرة الامريكية بعمان فظهر بمظهر سيئ امام قاعدته كعميل محتمل تحت الطلب لابله فهيته او السفيرة المذكورة في تذكير لحروب الجيل الرابع التي تشكل اقسى وجوه الليبرالية المتوحشة ونسختها العشائرية الاردنية المسخية او نسختها الاسلاموية الظلامية الاردنية عبر الكيان غير الشرعي للجماعة أياها وجماعات الشذوذ الجنسي المدعومة من السفيرة اللعوب .
بدوره عبر الملك عن نزعته الصقورية داخليا - كما على مسرح السياسة الدولية وهو لاعب كبير هناك له هيبته الامبراطورية الهاشمية - عبر الاصلاحات الدستورية التي أعطت للملك كامل الصلاحية في وقف تغول مجلس النواب على حكومة جلالة الملك وحفظت للمؤسسة الامنية العسكرية هيبتها منقطعة النظير في الداخل والخارج معا .
السعودية تكون بأتمامها لشراكة استراتيجية عسكريا وامنيا ولا نقول أقتصاديا - فذلك ضرب من الخيال - اذا لم يتم ضم الاردن لمجلس التعاون الخليجي ولكن الخبرة التاريخية بهذا الخصوص تقودنا للشراكة الامنية العسكرية فقط على قدم المساواة الفعال بين المملكتين الجارتين وهو ما يسمح بلجم الجواد الايراني عن ممارسة دوره في اليمن وسوريا والعراق وبالطبع لجم حزب الله عن مغامراتة المجنونة بلبنان وشمال فلسطين المحتلة وهو الدور الذي برع الحزب به قبل الازمة السورية تأسيسا على قوة الدور الغامض والفعال للملك الهاشمي في الغرب وموسكو وحتى تل ابيب التي ترتبط مع الاردن والسعودية وسلطة الرئيس عباس بتلاقي مصالح استراتيجي مؤلم لعمان ولكن زئبقية اعداء الداخل والخارج معا تفرض ذلك على مضض .
داخليا اسقط في يد الاخوان المسلمون – جماعة الشيخ همام سعيد - تقارب عمان والرياض في صراعهم المحموم مع الملك والدولة الاردنية فهم الخاسر الاكبر ومعهم عملاء السفيرة الامريكية في عمان سواء جماعات الشذوذ الجنسي او الصقوريين العشائريين المستعدين للتحالف مع الشيطان ضد الملك وصولا للكرسي لا محبة بالشعب لا اكثر ولا اقل وان لزم الامر لربما جرونا لحرب اهلية دامية وبنظري ان ذلك أعز أمانيهم رغم تشدقهم بقصة قميص عثمان من فساد وغيره من ملفات هي في صميم اهتمام الملك والشعب معا دون العمالة للسفيرة المريبة للشك عبر حشر أرنبة أنفها الاستعماري البشع في كل صغيرة وكبيرة على ساحتنا الوطنية ويبدو انها ستلاقي مصير كلوب قريبا .
ولأن الملك قضيتنا الاهم والأقدس فأننا نشد على يدي جلالته ونذكره بكلمة اسلافه العظماء حينما قال الحسين عشية شهادته بكربلاء يا سيوف خذيني فهذا الشبل من ذاك الاسد في دولة الرسول وعاصمتها عمان العرب سواء رغبت ابلة فهيتا او غادرت عاصمتنا الطاهرة من شذوذها الجنسي والسياسي .